responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : بهاء الدين المنشئ الأربلي    جلد : 1  صفحه : 49


ولولا ما افترضته من اتباع إشارته ، وآثرته من النهوض بخدمته ، لكان في الزمان وأكداره المتعددة وفوادحه المتكررة المتعددة ما يشغل الإنسان عن نفسه ، وتذهله عن معرفة يومه فضلاً عن أمسه ، وقد استخرت الله في جمع هذا المجموع وجعلته أوصافاً وسميته : التذكرة الفخرية ، والتزمت بشرح ما يعرض في أثنائه من كلمة لغوية أو معنى يحتاج إلى إيضاح ولي على الناظر فيه ستر العوار والزلات والإغضاء على الخطأ والهفوات ، فما رفع قلم عن كتاب والإنسان معرض للنسيان ، والمختار معان ، والناس مختلفون في الاستحسان ، وقد أمليت جملة منه من خاطري فمن وجد فيه خطأ وأصلحه أو خللاً فهذبه قام مقام المفهم وقمت مقام المتفهم ، وعرفت له فضل العالم على المتعلم ، إكراماً لما رزقه الله من الأدب وقضاء لحق العلم فلولا الوئام هلك الأنام .
وقد ملت في أكثره إلى أشعار المحدثين من أهل العصر إلاّ ما قل من أشعار القدماء وما لم أر للمعاصرين فيه شيئاً ، فالضرورة تدعوني إلى استعمال أشعار المتقدمين فيه ورغبني في أشعار المتأخرين قرب متناول معانيهم وسلامة ألفاظهم وتناسبها وحسن مذهبهم في تلطيف الألفاظ والمعاني ورشاقة السبك وإصابة الغرض وتجنب حواشي اللغة ووحشيها ليكون ذلك أدعى إلى الرغبة فيه وأنسب إلى ما اقتضته الحال التي جمع لها ، وأليق بطباع أهل العصر ولأن الجيد من أشعار الجاهلية ومخضرمي الإسلام ومخضرمي الدولتين والمحدثين لا يخلو منها كتاب أو مجموع وأن المصنفين لم يغادروا منها صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصوها وقد كان ، جمل الله ببقائه وجمع القلوب ، وقد فعل ، على ولائه ، طلب أن أضيف إلى هذا المجموع شيئاً من الدوبيت والمواليا والموشحات فأجبته إجابة مطيع ، وسارعت إلى امتثال أمره مسارعة سميع وتبعت غرضه في الاختيار وملت معه في الإيراد والإصدار ، وبالله أعتمد وأعتضد ، وعليه أتوكل ، وهو حسبي ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم .

49

نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : بهاء الدين المنشئ الأربلي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست