وصفّقتِ الأنهارُ فيها ومالت ال * غصون وغنَّاها الحمام فهزّجا وقلت :ومزنةٍ صادقةِ الأنواءِ * سوداء تأتي باليد البيضاءِ تسير مثل سير ذي البطحاءِ * تجري بنار البرق دمعَ الماءِ تثني بها الأرض على السماءِ * بألسنِ الصفراءِ والحمراءِ فالأرضُ في سندسةٍ خضراء * كأنَّها للريّ والرواءِ أُهدي إليها الوشي من صنعاءِ وقال أبو تمام :ديمةٌ سمحةُ القياد سكوبُ * مستغيثٌ بها الثرى المكروبُ لذَّ شؤبوبها فطابَ فلو تس * طيعُ قامتْ فعانقتها القلوبُ آخر :وأرَّقني برقٌ سرى في غمامةٍ * يهيِّج أحزانَ الفؤادِ ابتسامُها كأنَّ سناه موهناً نارَ موقدٍ * تلهبُ أحياناً ويخبو ضرامُها