يبدو كحاشيةِ الرداء ودونه * صعب الذرى متمنّع أركانهُ فالنارُ ما اشتملتْ عليه ضلوعهُ * والماءُ ما سمحتْ به أجفانهُ كشاجم :ثلج وشمس وصوبُ غاديةٍ * فالأرضُ من كلّ جانبٍ غرَّهْ باتتْ وقيعانُها زبرجدةٌ * وأصبحتْ قد تحوَّلت درَّهْ وقلت :وصوبُ سحاب غادرَ الأرض لجّةً * فأضحى بها ضبُّ الفلاة مُلجّجا وأضرم فيه البرقُ شعلةَ نارهِ * على فحمةِ الليلِ البهيمِ فأجَّجا وسيقت به كوم السحائب حفّلاً * وحركها حادي الرعودِ فأزعجا وعاد بها ضوءُ النهار ولبسهُ * ثيابُ حدادٍ تُستعار من الدجى وألقحها مرُّ النسيم فأنزلت * سحاباً غدا للأرضِ بالنورِ مُنهجا فأحدق فيها النرجس الغضّ طرفَه * ولاحَ بها خدّ الشقيقِ مضرَّجا وأبدت لنا ورداً جنيّاً نباتهُ * وثغرَ أقاحٍ ناضرٍ وبنفسجا