والله لو أنَّ أيامي تطاوعني * على اختياريَ ما فارقتكم أبدا وحين وصل الموصل لقيه أمين الدين لؤلؤ أحد الأمراء الأكابر بالإكرام والاحترام ووفاه من المراعاة أتم الأقسام ، وبالموصل اجتمعتُ به وكنت يومئذ صغيراً ومات ، رحمه الله تعالى بها ، سنة سبع وثلاثين وستمائة وله من التصنيف : شرح أبيات المفصل ، مجلدان ، يرد فيهما على العلم أبي القاسم بن موفق الأندلسي . حكى لنا شيخنا رضي الدين ، رحمه الله ، أنه أوصى : أن لا تظهروه إلاّ بعد موتي أو موت العلم ، والأمثال والأضداد ، مجلدان ، حذا فيهما حذو الخالديين في كتابهما : الأشباه والنظائر من الأشعار ، وكتابه ، رحمه الله ، أجمعُ . وسر الصنعة ، مجلد ، ومطالع الأنوار في وصف العذار ، مجلد ، والنظام في الجمع بين شعري المتنبي وأبي تمام ، عشر مجلدات ، وغير ذلك من الكتب ، وقيل : إنه عمل تاريخاً ما وقفت عليه ، وديوان شعره لم يظهر لأن بدر الدين صاحب الموصل استولى على كتبه وإنما في أيدي الناس من شعره قليل فمن ذلك : أزوركم فتكاد الأرضُ تقبض بي * ضيقاً فأرجع من فوري فيتسعُ خدعتموني بما أبديتموه من ألح * سنى وأكثر أسباب الهوى الخدعُ حتى إذا علقت كفي بكم ثقةً * أسلمتموني فلا صبر ولا جزعُ يغرني جلدي الواهي فأتبعه * غيّاً وينصح لي شوقاً فأمتنعُ