نام کتاب : الفصول في الأصول نویسنده : الجصاص جلد : 1 صفحه : 374
وسبيل المتشابه أن يحمل على المحكم ويرد إليه وذلك في الفقه كثير نحو قوله تعالى ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان [1] قرئ بالتخفيف وبالتشديد [2][3] . فمن قرأ بالتخفيف احتمل أن يكون المراد به عقد اليمين واحتمل أن يريد به اعتقاد القلب بأن يكون قاصدا إلى اليمين فيكون تقديره لما قصدتموه من الأيمان وتقدير الأول ولكن يؤاخذكم باليمين المعقودة وهي التي تعقد على حال مستقبلة فقراءة التشديد لا تحتمل إلا وجها واحدا وقراءة التخفيف تحتمل معنيين فوجب حمل ما احتمل وجهين على مالا يحتمل إلا وجها واحدا لأن الله تعالى أمرنا بذلك في قوله تعالى الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات [5] فجعل المحكم أما للمتشابه وأم الشئ هي منها ابتداؤه وإليها مرجعه . قال أمية بن أبي الصلت [6]
[1] الآية 89 من سورة المائدة . [2] لفظ د " والتشديد " . [3] بين الجصاص هذا في أحكام القرآن بتفصيل أكثر فقال : في قوله تعالى " بهما عقدتهم " ثلاثة أوجه : " عقدتم " بالتشديد قد قرأه جماعة ، و " عقدتم " خفيفة و " عاقدتم " فقوله تعالى " عقدتم " بالتشديد كان أبو الحسن يقول لا يحتمل إلا عقد قول . واعقدتم " بالتخفيف يحتمل عقد القلب وهو العزيمة والقصد إلى القول ويحتمل عقد اليمين قولا ، ومتى احتمل إحدى القراءتين عقد اليمين قولا يكون حكم ايجاب الكفار مقصورا على هذا الضرب من الايمان وهو أن تكون معقودة ولا تجب في اليمين على الماضي لأنها غير معقودة ، وانما هو خبر عن ماض والخبر عن الماضي ليس بعقد سواء كان صدقا أو كذبا . 1 / 553 وانظر أحكام القرآن للقرطبي 6 / 266 وقراءة عامر وحدة " عاقدتم " برواية ابن ذكوان بألف مخفف على وزن قاتلتم قيل وهو بمعنى فعل ، وقرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف " عقدتم " بالقصر والتخفيف على الأصل وأفقههم الأعمش وقرأ الباقون بالقصر والتشديد على التكثير . راجع في ذلك اتحاف البشر في القراءات الأربعة عشر 122 ومجمع البيان في تفسير القرآن 1 / 346 . ( 4 ) لفظ د " قرأها " . [5] الآية 7 من سورة آل عمران . [6] هو أمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي ، الشاعر المشهور ، ذكره ابن السكن وقال لم يدرك الاسلام ، وقد قرأ الكتب المتقدمة من كتب الله عز وجل ، ورغب عن عبادة الأوثان وكان يخبر بان نبيا يبعث ويؤمل أن يكون ذلك النبي ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر حسدا له . انظر ترجمته في الجمحي 66 والاشتقاق 184 والأغاني 3 / 179 و 16 / 69 وسمط اللآلي 1 / 364 وجمهرة الأنساب 257 ، والخميس 1 / 412 وفيه وفاته 2 هجرية ، وتهذيب الأسماء 1 / 126 وانظر الاعلام 1 / 364 والشعر والشعراء 1 / 459 .
نام کتاب : الفصول في الأصول نویسنده : الجصاص جلد : 1 صفحه : 374