responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحكام نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 99


وجهات من اليمن . وأبا موسى إلى جهة أخرى ، وهي زبيد وغيرها ، وأبا بكر على الموسم مقيما للناس حجهم ، وأبا عبيدة إلى نجران ، وعليا قاضيا إلى اليمن ، وكل من هؤلاء مضى إلى جهة ما ، معلما لهم شرائع الاسلام ، وكذلك بعث أميرا إلى كل جهة أسلمت ، بعدت منه أو قربت ، كأقصى اليمن والبحرين وسائر الجهات والاحياء والقبائل التي أسلمت ، بعث إلى كل طائفة رجلا معلما لهم دينهم ، ومعلما لهم القرآن ، ومفتيا لهم في أحكام دينهم ، وقاضيا فيما وقع بينهم ، وناقلا إليهم ما يلزمهم عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وهم مأمورون بقبول ما يخبرونهم به على نبيهم صلى الله عليه وسلم .
وبعثه هؤلاء المذكورين مشهورة بنقل التواتر من كافر ومؤمن ، لا يشك فيها أحد من العلماء ولا من المسلمين ، ولا في أن بعثهم إنما كانت لما ذكرنا من المحال الباطل الممتنع أن يبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا تقوم عليهم الحجة بتبليغه ، ومن لا يلزمهم قبول ما علموهم من القرآن وأحكام الدين وما أفتوهم به في الشريعة ، ومن لا يجب عليهم الانقياد لما أخبروهم به من كل ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ لو كان ذلك لكانت بعثته لهم فضولا ، ولكان عليه السلام قائلا للمسلمين : بعثت إليكم من لا يجب عليكم أن تقبلوا منه ما بلغكم عني ، ومن حكمكم ألا تلتفتوا إلى ما نقل إليكم عني وألا تسمعوا منه ما أخبركم به عني ، ومن قال بهذا فقد فارق الاسلام .
وكذلك من نشأ في قرية أو مدينة ليس بها إلا مقرئ واحد ، أو محدث واحد ، أو مفت واحد ، فنقول لمن خالفنا : ماذا تقولون ؟ أيلزمه إذا قرأ القرآن على ذلك المقرئ أن يؤمن بما أقرأه ، وأن يصدق بأنه كلام الله تعالى ، ويثبت على ذلك أم عليه أن يشك ، ولا يصدق بأنه كلام الله عز وجل ؟ فإن قالوا : يلزمه الاقرار بأنه كلام الله تعالى . قلنا : صدقتم ، فأي فرق بين نقلهم للقرآن وبين نقلهم لسائر السنن ، وكلاهما من عند الله تعالى ، وكلاهما فرض قبوله ؟ وإن قالوا : عليه أن يشك فيه حتى يلقى الكواف ، أتوا بعظيمة في الدين ونسألهم حينئذ فيمن لقي من ذلك اثنين أو ثلاثة أو أربعة ، فلابد لهم من حد يقفون عنده من العدد ، فيكون قولهم سخريا وباطلا ، ودعوى بلا برهان ،

نام کتاب : الاحكام نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست