نام کتاب : الاحكام نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 38
والالهام : علم يقع في النفوس بلا دليل ولا استدلال ولا إقناع ولا تقليد ، وهو لا يكون إلا : إما فعل الطبيعة من الحي غير الناطق ومن بعض الناطقين أيضا كنسج العنكبوت وبناء النحل وما أشبه ذلك ، وأخذ الصبي الثدي وما أشبه ذلك : أو أول معرفة النفس قبل أوان استدلالها لنا كعلمنا أن الكل أكثر من الجزء ، وهو فيما عدا هذين الوجهين باطل . والنبوة : اختصاص الله عز وجل رجلا أو امرأة من الناس بإعلامه بأشياء لم يتعلمها ، إما بواسطة ملك ، أو بقوة يضعها في نفسه خارجة عن قوى المخلوقين تعضدها خرق العادات وهو المعجزات ، وقد انقطعت بعد محمد صلى الله عليه وسلم . والرسالة : أن يأمر الله تعالى نبيا بإنذار قوم وقبول عهده ، وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا . والبيان : كون الشئ في ذاته ممكنا أن تعرف حقيقته لمن أراد علمه . والإبانة والتبيين : فعل المبين وهو إخراجه للمعنى من الاشكال إلى إمكان الفهم له بحقيقة ، وقد يسمى أيضا على المجاز ما فهم منه الحق وإن لم يكن للمفهوم منه فعل ولا قصد إلى الافهام مبينا كما تقول بين لي الموت أن الناس لا يخلدون ، والتبيين فعل نفس المبين للشئ في فهمه إياه وهو الاستبانة أيضا والمبين هو الدال نفسه . والصدق : هو الاخبار عن الشئ بما هو عليه . والحق : هو كون الشئ صحيح الوجود ، ولا يغلط من لا سعة لفهمه فيظن أن هذا الحد فاسد بأن يقول الكفر والجور صحيح وجودهما فينبغي أن يكون حقا . فليعلم أن هذا شغب فاسد ، لان وجود الكفر والجور صحيحين في رضاء الله تعالى ليس هو صحيحا ، بل هو معدوم ، فرضا الله تعالى بهما باطل ، وأما كونهما موجودين من الكافر والجائز فحق صحيح ثابت لا شك فيه ، فمثل هذا من الفروق ينبغي مراعاته وتحقيق الكلام فيه ، وإلا وقع الاشكال وتحير الناظر . وقد رأينا من يفرق بين الحق والحقيقة وهذا خطأ لا يخفى على ذي فهم ينصف نفسه ، لان
نام کتاب : الاحكام نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 38