responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي    جلد : 1  صفحه : 277


للعلم قطعا أو كانت موجبة للعمل دون العلم قطعا ، لان الرجوع إليها بالعمل بها واجب شرعا في الوجهين على ما نبينه في باب خبر الواحد والقياس إن شاء الله تعالى .
والبينة كالحجة فإنها مشتقة من البيان وهو أن يظهر للقلب وجه الالزام بها سواء كان ظهورا موجبا للعلم أو دون ذلك لان العمل يجب في الوجهين ، ومنه قوله تعالى :
* ( فيه آيات بينات ) * : أي علامات ظاهرات . والبرهان كذلك فإنه مستعمل استعمال الحجة في لسان الفقهاء . وأما الآية فمعناها لغة : العلامة ، قال الله تعالى :
* ( فيه آيات بينات ) * وقال القائل :
وغير آيها العصر ومطلقها في الشريعة ينصرف إلى ما يوجب العلم قطعا ، ولهذا سميت معجزات الرسل آيات ، قال الله تعالى : * ( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ) * وقال تعالى :
* ( فاذهبا بآياتنا ) * .
فإن قيل : من الناس من جحد رسالة الرسل بعد رؤية المعجزات والوقوف عليها ولو كانت موجبة للعلم قطعا لما أنكرها أحد بعد المعاينة ؟ قلنا : هذه الآيات لا توجب العلم خبرا فإنها لو أوجبت ذلك انعدم الثواب والعقاب بها أصلا وإنما توجب العلم باعتبار التأمل فيها عن إنصاف لا عن تعنت ، ومع هذا التأمل يثبت العلم بها قطعا وإنما جحدها من جحدها للاعراض عن هذا التأمل كما ذكر الله تعالى في قوله :
* ( وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ) * وفي قوله : * ( لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ) * وقد كان فيهم من جحد تعنتا بعدما علم يقينا كما قال تعالى : * ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) * وأما الدليل فهو فعيل من فاعل الدلالة ، بمنزلة عليم من عالم ، ومنه قولهم : يا دليل المتحيرين ، أي هاديهم إلى ما يزيل الحيرة عنهم ، ومنه سمي دليل القافلة ، أي هاديهم إلى الطريق فسمي باسم فعله ، وفي الشريعة هو اسم لحجة منطق يظهر به ما كان خفيا فإن ما قدمناه يكون موجبا تارة ومظهرا تارة ، والدليل خاص لما هو مظهر .
فإن قيل : أليس أن الدخان دليل على النار والبناء دليل على الباني ولا نطق

278

نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست