نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي جلد : 1 صفحه : 157
مرتين لم تطلق في المرة الثانية لأنها توجب العموم فيما وصلت به من الاسم دون الفعل إلا أن توصل بما فحينئذ ما يتعقبها الفعل دون الاسم ، لأنه يقال كلما ضرب ولا يقال كلما رجل فيقتضي التعميم فيما يوصل به ، قال الله تعالى : * ( كلما نضجت جلودهم ) * فإذا قال : كلما تزوجت امرأة فتزوج امرأة مرارا تطلق في كل مرة . وبيان الفرق بين كلمة من وبين كلمة كل فيما يرجع إلى الخصوص بما ذكره محمد في السير الكبير : إذا قال : من دخل هذا الحصن أولا فله كذا فدخل رجلان معا لم يكن لواحد منهما شئ ، ولو قال : كل من دخل هذا الحصن أولا فله كذا فدخل عشرة معا استحق كل واحد منهم النفل تاما لأجل الإحاطة في كلمة كل على وجه الافراد ، وكل واحد من الداخلين كأنه فرد ليس معه غيره وهو أول من الناس من الذين لم يدخلوا فاستحق النفل كاملا ، ولو دخل العشرة على التعاقب كان النفل للأول خاصة في الفصلين لاحتمال الخصوص في كلمة كل ، فإن الأول اسم لفرد سابق وهذا الوصف تحقق فيه دون من دخل بعده . وكلمة الجميع بمنزلة كلمة كل في أنها توجب الإحاطة ولكن على وجه الاجتماع لا على وجه الافراد ، حتى لو قال جميع من دخل منكم الحصن أولا فله كذا فدخل عشرة معا استحقوا نفلا واحدا ، بخلاف قوله كل من دخل لان لفظ الجميع للاحاطة على وجه الاجتماع وهم سابقون بالدخول على سائر الناس ، وكلمة كل للاحاطة على وجه الافراد ، فكل واحد منهم كالمنفرد بالدخول سابقا على سائر الناس ممن لم يدخل ، ولو قال جماعة من أهل الحرب آمنونا على بنينا ولأحدهم ابن وبنات وللباقين بنات فقط ثبت الأمان لهم جميعا ، ولو قال آمنوا كل واحد منا على بنيه فإنما الأمان لأولاد الرجل الذي له ابن خاصة دون الآخرين ، لان الإحاطة في الأول على وجه الاجتماع وباختلاط الذكر الواحد بجماعتهم بتناولهم اسم البنين ، وفي الثاني الإحاطة على سبيل الافراد فإنما يتناول لفظ البنين أولاد الرجل الذي له ابن دون أولاد الذين لهم بنات فقط ، وهذه الكلمات موضوعة لمعنى العموم لغة غير معلولة . ونوع آخر منها النكرة فإن النكرة من الاسم للخصوص في أصل الوضع ، لان
158
نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي جلد : 1 صفحه : 157