responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي    جلد : 1  صفحه : 156


ومن بناها إلا أن الحقيقة في كل كلمة ما بينا ، وعلى هذا الأصل كان الاختلاف في قوله لامرأته : اختاري من الثلاث ما شئت فاختارت الثلاث ، فإن عندهما تطلق ثلاثا ، وعند أبي حنيفة رحمه الله ثنتين بمنزلة قوله : أعتق من عبيدي من شئت ، ولاحتمال معنى العموم في كلمة ما قلنا إذا قال لامته إن كان ما في بطنك غلاما فأنت حرة فولدت غلاما وجارية إنها لا تعتق ، لان الشرط أن يكون جميع ما في بطنها غلاما .
ونظير هاتين الكلمتين كلمة الذي فإنها مبهمة مستعملة فيما يعقل وفيما لا يعقل وفيها معنى العموم على نحو ما في الكلمتين ، حتى إذا قال : إن كان الذي في بطنك غلاما كان بمنزلة قوله إن كان في بطنك غلاما .
وكلمة أين وحيث للتعميم في الأمكنة ، قال الله تعالى : * ( وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) * وقال تعالى : * ( أينما تكونوا يدرككم الموت ) * ولهذا لو قال لامرأته : أنت طالق أين شئت وحيث شئت يقتصر على المجلس ، لأنه ليس في لفظه ما يوجب تعميم الأوقات .
وأما متى كلمة مبهمة لتعميم الأوقات ، ولهذا لو قال : أنت طالق متى شئت لم يتوقف ذلك على المجلس .
وأما كلمة كل فإنها توجب الإحاطة على وجه الافراد ، قال الله تعالى :
* ( إنا كل شئ خلقناه بقدر ) * ومعنى الافراد أن كل واحد من المسميات التي توصل بها كلمة كل يصير مذكورا على سبيل الانفراد كأنه ليس معه غيره ، لان هذه الكلمة صلة في الاستعمال حتى لا تستعمل وحدها لخلوها عن الفائدة ، وهي تحتمل الخصوص نحو كلمة من إلا أن معنى العموم فيها يخالف معنى العموم في كلمة من ، ولهذا استقام وصلها بكلمة من ، قال الله تعالى : * ( كل من عليها فان ) * حتى لو وصلت باسم نكرة تقتضي العموم في ذلك الاسم ، فأما إذا قال لعبده : أعط كل رجل من هؤلاء درهما كانت موجبة للعموم فيهم ، ولهذا لو قال : كل امرأة أتزوجها فهي طالق تطلق كل امرأة يتزوجها على العموم ، ولو تزوج امرأة

157

نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست