نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي جلد : 1 صفحه : 109
< فهرس الموضوعات > فصل في بيان المشروعات من العبادات وأحكامها < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > المشروعات أربعة أنواع - تعريف الفرض وحكمه وأمثلته تعريف الواجب وحكمه ونظائره < / فهرس الموضوعات > به المصالح للمعيشة وذلك بالمال ، وما يحتاج إليه كل واحد لكفايته لا يكون حاصلا في يده وإنما يتمكن من تحصيله بالمال ، فشرع سبب اكتساب المال وسبب اكتساب ما فيه كفاية لكل واحد وهو التجارة عن تراض لما في التغالب من الفساد والله لا يحب الفساد ، ولان الله تعالى جعل الدنيا دار محنة وابتلاء ، كما قال تعالى : * ( إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه ) * والانسان الذي هو مقصود غير مخلوق في الدنيا لنيل اللذات وقضاء الشهوات بل للعبادة التي هي عمل بخلاف هوى النفس ، قال الله تعالى : * ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) * فعرفنا أن ما جعل لنا في الدنيا من اقتضاء الشهوات بالاكل وغير ذلك ليس لعين اقتضاء الشهوة بل لحكم آخر وهو تعلق البقاء المقدور بتعاطيها ، إلا أن في الناس مطيعا وعاصيا ، فالمطيع يرغب فيه لا لقضاء الشهوة بل لاتباع الامر ، والعاصي يرغب فيه لقضاء شهوة النفس فيتحقق البقاء المقدور بفعل الفريقين ، وللمطيع الثواب باعتبار قصده إلى الاقدام عليه ، والعاصي مستوجب للعقاب باعتبار قصده في اتباع هوى النفس الامارة بالسوء ، تبارك الله الحكيم الخبير القدير ، هو مولانا ، فنعم المولى ونعم النصير . فصل : في بيان المشروعات من العبادات وأحكامها قال رحمه الله : هذه المشروعات تنقسم على أربعة أقسام : فرض وواجب وسنة ونفل . فالفرض اسم لمقدر شرعا لا يحتمل الزيادة والنقصان ، وهو مقطوع به لكونه ثابتا بدليل موجب للعلم قطعا من الكتاب أو السنة المتواترة أو الاجماع ، وفي الاسم ما يدل على ذلك كله ، فإن الفرض لغة التقدير ، قال الله تعالى : * ( فنصف ما فرضتم ) * : أي قدرتم بالتسمية ، وقال تعالى : * ( سورة أنزلناها وفرضناها ) * : أي قطعنا الاحكام قطعا ، وفي هذا الاسم ما ينبئ عن شدة الرعاية في الحفظ لأنه مقطوع به وما ينبئ عن التخفيف لأنه مقدر متناه كيلا يصعب علينا أداؤه ، ويسمى مكتوبة أيضا لأنها كتبت علينا في اللوح المحفوظ . وبيان هذا القسم في الايمان بالله تعالى ، والصلاة والزكاة والصوم والحج ، فإن التصديق بالقلب
110
نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي جلد : 1 صفحه : 109