responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي    جلد : 1  صفحه : 298


المذكور في قوله تعالى : * ( ليكونوا ) * يدل على أنه جعلهم بهذه الصفة كرامة لهم ليكون قولهم حجة على الناس في حق الله ، كما يقول إنه جعل الناس أحرارا ليكونوا أهلا للملك فإنما يفهم منه أن الأهلية للملك ثابت لهم باعتبار الحرية ، فهاهنا أيضا يفهم من الآية أن قولهم حجة على الناس باعتبار صفة الوساطة لهم ، وهكذا كان يقتضي ظاهر قوله تعالى : * ( إلا ليعبدون ) * غير أنا لو حملنا على هذا الظاهر خرجت العبادة من أن ينالها ثواب أو عقاب بتركها ، لان ذلك يثبت باختيار يكون من العبد عند الاقدام عليه ، فعرفنا أن المراد من قوله : * ( إلا ليعبدون ) * إلا وعليهم العبادة لي . وبأن بترك الظاهر في موضع لقيام الدليل لا يمنع العمل بالظاهر فيما سواه ، وتبين أن ما نحن فيه نظير شهادة الرسول علينا كما ذكره الله معطوفا على هذه الصفة لا نظير ما استشهدوا به .
وأما السنة فقد جاءت مستفيضة مشهورة في ذلك : فمنها حديث عمر رضي الله عنه أن رسول الله ( ص ) قال : من سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ومنها حديث معاذ رضي الله عنه قال رسول الله ( ص ) : ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله تعالى ، ومناصحة ولاة الامر ، ولزوم جماعة المسلمين ومنها قوله ( ص ) : يد الله مع الجماعة فمن شذ شذ في النار وقال عليه السلام : من خالف الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه وقال عليه السلام : إن الله لا يجمع أمتي على الضلالة ولما سئل عن الخميرة التي يتعاطاها الناس قال : ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح والآثار في هذا الباب كثيرة تبلغ حد التواتر ، لان كل واحد منهم إذا روي حديثا في هذا الباب سمعه في جمع ولم ينكر عليه أحد من ذلك الجمع فذلك بمنزلة المتواتر ، كالانسان إذا رأى القافلة بعد انصرافها من مكة وسمع من كل فريق واحدا يقول : قد حججنا ، فإنه يثبت له علم اليقين بأنهم حجوا في تلك السنة .

299

نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست