نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي جلد : 1 صفحه : 299
وشئ من المعقول يشهد به ، فإن الله تعالى جعل الرسول خاتم النبيين وحكم ببقاء شريعته إلى يوم القيامة وأنه لا نبي بعده ، وإلى ذلك أشار رسول الله ( ص ) في قوله : لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من ناوأهم فلا بد من أن تكون شريعته ظاهرة في الناس إلى قيام الساعة وقد انقطع الوحي بوفاته ، فعرفنا ضرورة أن طريق بقاء شريعته عصمة الله أمته من أن يجتمعوا على الضلالة فإن في الاجتماع على الضلالة رفع الشريعة وذلك يضاد الموعود من البقاء ، وإذا ثبت عصمة جميع الأمة من الاجتماع على الضلالة ضاهى ما أجمعوا عليه المسموع من رسول الله ( ص ) وذلك موجب للعلم قطعا ، فهذا مثله . وهذا معنى ما قلنا إن عند الاجتماع يحدث ما لم يكن ثابتا بالافراد ، وهو نظير القاضي إذا نفذ قضاء باجتهاد فإنه يلزم ذلك على وجه لا يحتمل النقض ، وإن كان ذلك فوق الاجتهاد وكان ذلك لصيانة القضاء الذي هو من أسباب الدين فلان يثبت هنا ما ادعينا صيانة لأصل الدين كان أولى . فإن قيل : كيف يستقيم هذا وقد قال رسول الله ( ص ) : لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس وقال : لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله ؟ قلنا : في صحة هذا الحديث نظر هو في الظاهر مخالف لكتاب الله * ( الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) * ومن كان الله وليه فهو ظاهر أبدا ، ومعنى قوله يخرجهم من الظلمات إلى النور : أي من ظلمات الكفر والباطل إلى نور الايمان والحق ، فذلك دليل على أن الحق ما يتفقون عليه في كل وقت ، وقال تعالى : * ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ) * الآية ، ولو ثبت الحديث فالمراد بيان أن أهل الشر يغلبون في آخر الزمان مع بقاء الصالحين المتمسكين بالحق فيهم ، والمراد بالحديث الآخر بيان الحال بين نفخة الفزع ونفخة البعث ، فإن قيام الساعة عند نفخة البعث ، وعند ذلك لم يبق في الأرض من بني آدم أحد حيا . ثم الكلام بعد هذا في سبب الاجماع ، وركنه ، وأهلية من ينعقد به الاجماع ، وشرطه ، وحكمه .
300
نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي جلد : 1 صفحه : 299