responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هداية المسترشدين نویسنده : الشيخ محمد تقي الرازي    جلد : 1  صفحه : 475


يختلف مصاديق تلك الطبيعة بحسب اختلافها ، وذلك مما لا يقضي بإشكال في النية ، وهو ظاهر .
رابعها : أنها لو كانت موضوعة لخصوص الصحيحة لما صح تعلق الطلب بشئ من العبادات معلقا له على أساميها ، والتالي ظاهر الفساد ، بيان الملازمة : أن الألفاظ المذكورة حينئذ دالة بنفسها على مطلوبية معانيها مع قطع النظر عن تعلق صيغ الطلب بها ، إذ المفروض دلالتها على العمل الصحيح وهو لا يكون إلا مطلوبا ، فلا يحصل من تعلق الطلب بها فائدة جديدة ويكون بمنزلة أن يقول : أريد منك العمل الذي هو مرادي .
وفيه أولا : أن هناك فرقا بينا بين دلالة الألفاظ المفردة على مطلوبية معانيها ودلالة المركبات على وقوع الطلب ، فإن غاية ما يستفاد من المفردات إحضار مداليلها المقيدة بكونها مطلوبة ، وأما كون ذلك الطلب حاصلا بحسب الواقع فلا ، لظهور كون ذلك معنى خبريا لا يدل المفرد عليه ، مثلا لفظ " الصوم " اسم للإمساك المعروف المطلوب لله تعالى ، فغاية ما يستفاد من لفظه إحضار المعنى المذكور ببال السامع ، وأما أن ذلك المعنى أمر متحقق في الواقع قد تعلق طلب الشارع به فلا دلالة فيه عليه أصلا ، والمستفاد من تعلق الطلب بها هو المعنى الأخير فلا تكرار .
نعم ، لو قال الشارع : " إن الصوم ثابت في الشريعة " أفاد على القول المذكور كونه مطلوبا للشارع ولا فساد فيه بل الظاهر بحسب متفاهم العرف دلالته عليه ، وهو مما يؤيد القول المذكور .
وثانيا : أن تلك الأوامر هي الدالة على كون تلك الأعمال عبادة مطلوبة للشارع ، فيعلم بذلك كون تلك الألفاظ مستعملة في تلك العبادات ، فلولا ما دل على مطلوبيتها لما علم كون تلك الألفاظ من أسامي العبادات وأن مداليلها من الأمور الراجحة ، فغاية الأمر أنه بعد تعلق الطلب بها ومعرفة كون تلك الأفعال عبادة يمكن الرجوع قهقري واستعلام المطلوبية من مجرد اللفظ ، وأين ذلك من

475

نام کتاب : هداية المسترشدين نویسنده : الشيخ محمد تقي الرازي    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست