إن قلت [1] فما معنى ما اشتهر من كون المصدر أصلا في الكلام قلت [2]: - مع [3] أنّه محلّ الخلاف - معناه [4] أنّ الّذي وضع أوّلا بالوضع الشخصي ثم بملاحظته وضع نوعيا أو شخصيا
[1] هذا إشكال على إنكار كون المصدر أصلا للمشتقات، و حاصله: أنّ هذا الإنكار ينافي ما اشتهر بين أهل العربية من أنّ المصدر أصل في الكلام.
[2] قد أجاب المصنف عن هذا الإشكال بوجهين: أحدهما: عدم تسالمهم على ذلك، لذهاب الكوفيين إلى أنّ الأصل في الكلام هو الفعل. ثانيهما و هو العمدة: أنّ المراد بكون المصدر أصلا هو: أنّ الواضع وضع أوّلا المصدر وضعا شخصيا، ثم بملاحظته وضع غيره من الهيئات الخاصة التي تناسب المصدر مادة و معنى وضعا شخصيا أو نوعيا، مثلا وضع الواضع كلمة - الضرب - للحدث المنسوب إلى فاعل ما شخصيا، ثم بملاحظته وضع هيئة - ضرب - نوعيا لفعل الماضي من كلّ مادة و ان كانت مؤلفة من حروف أخرى مثل - ن ص ر -، و شخصيا لنسبة الحدث الضربي التحققي إلى رجل فمعنى كون المصدر أصلا هو: أنّ ما يتصور أوّلا من مادة - ض ر ب - أو - ن ص ر - مثلا بصورة ثم تتصور بصور أخرى هو المصدر كما عليه البصريون، أو الفعل كما عليه الكوفيون. و ليس معناه كون المصدر بمادته و هيئته مادة للمشتقات، فإنّ ذلك من الأغلاط الواضحة، لعدم انحفاظ المصدر لا بهيئته و لا بمعناه في المشتقات، لمباينته لها هيئة و معنى كما هو أوضح من أن يخفى.