المعنى و الإشارة و التخاطب يستدعيان التشخص كما لا يخفى. فدعوى أنّ المستعمل فيه في مثل «هذا» أو «هو» أو «إياك» إنّما هو المفرد المذكر، و تشخّصه إنّما جاء من قبل الإشارة أو التخاطب بهذه الألفاظ إليه، فإنّ الإشارة أو التخاطب لا يكاد يكون إلاّ إلى الشخص [1] أو معه [2] غير مجازفة [3]. فتلخص مما حققناه: أنّ التشخص الناشئ من قبل الاستعمالات لا يوجب تشخص المستعمل فيه سواء كان تشخصاً خارجياً كما في مثل أسماء الإشارة، أو ذهنياً كما في أسماء الأجناس و الحروف و نحوهما [4] من غير فرق في ذلك [5] أصلا بين الحروف و أسماء الأجناس، و التخاطب اللذين هما من أطوار الاستعمال و شئونه من دون دخلهما في الموضوع له ليكون خاصاً. كما أنّ تشخص الموصولات لنشوه عن الصلة خارج عن الموضوع له و المستعمل فيه.
>[1] كما في الإشارة، فإنّ الإشارة باليد في مقام استعمال أسماء الأجناس كلفظة - رجل إذا أُطلقت و أُشير إلى مسماها باليد كما لا توجب جزئية المعنى كذلك الإشارة بلفظ هذا.
[2] كما في التخاطب، فتعيّن معنى الموصول و تشخصه ناشٍ عن صلته و خارج عن حيز الموضوع له.
[5] يعني: في عدم تشخص المعنى بسبب التشخص الناشئ عن الاستعمال.
[1] لا يخفى أنّ مجرد عدم المجازفة ليس برهاناً على المدعى بعد إمكان دخل الإشارة و التخاطب في نفس الموضوع له، لعدم دليلية مجرد الإمكان على الوقوع، مع أنّه اجتهاد في اللغة