- أي الطلب - مستعملة في غير معناها، بل تكون مستعملة فيه [1]، إلاّ أنّه [2] ليس بداعي الإعلام، بل بداعي البعث بنحو آكد، حيث [3] إنّه أخبر بوقوع الأمر: أنّ دواعي الاخبار مختلفة، لأنّ الداعي (تارة) يكون إعلام المخاطب بمضمون الجمل الخبرية كما هو الغالب، (و أُخرى) يكون إعلامه بأنّ المخبر عالم بمضمونها كقولك لحافظ القرآن أو الدرس مثلا: قد حفظت القرآن أو الدرس. (و ثالثة) يكون إعلام المخاطب بالإرادة و عدم الرضا بالترك، ليترتب عليه البعث كالأمثلة المتقدمة، فالمستعمل فيه مع جميع هذه الدواعي واحد، و لا يلزم معها مجاز أصلا، و عليه فالاخبار عن الإعادة و الغسل و الوضوء و الصوم كالاخبار عن قيام زيد، و قعود عمرو، و غيرهما في كون الاستعمال في المعنى الحقيقي.
>[1] أي في معناها الحقيقي و هو ثبوت النسبة، لا في معناها المجازي كما عن ظاهر المشهور.
[2] يعني: إلاّ أنّ الاستعمال ليس بداعي الإعلام، بل بداعي البعث كما عرفت [3] هذا وجه الآكديّة، و حاصله: أنّ وقوع مضمون الجملة الخبرية من لوازم الطلب الحتمي غير المزاحم بشيءٍ من موانع التأثير، فكأن الطلب علة لوجود متعلقه في الخارج، و لذا يخبر عن وقوعه، فالطلب المدلول عليه بالجمل الخبرية هو الطلب غير المزاحم الّذي يترتب عليه وجود المطلوب في الخارج، بخلاف الطلب المدلول عليه بصيغة الأمر و ما بمعناها، فإنّه أصل الطلب، لعدم دلالتها على خصوصية زائدة عليه، فيكون الطلب المنشأ بالجمل الخبرية أشد و آكد مما ينشأ بالصيغ الإنشائية. فقد ظهر مما ذكرنا: أنّه لا وجه للتوقف - كما عن بعض - نظراً إلى تعدُّد المجازات، و عدم أقربيّة الوجوب منها إلى المعنى الحقيقي، و ذلك لما