منها [1]، لا الإنشائيّ الإيقاعي الّذي يكون بمجرد قصد حصوله بالصيغة، كما عرفت، ففي [2] كلامه تعالى قد استعملت في معانيها الإيقاعية الإنشائية أيضا [3]، لا لإظهار ثبوتها [4] حقيقة، بل لأمر آخر [5] حسبما يقتضيه الحال من إظهار المحبة [6] أو الإنكار [7] أو التقرير [8] إلى غير ذلك [9]. و منه [10]
[2] هذه نتيجة الرد على القائل بالانسلاخ. و حاصله: أنّ صيغ التمني و نحوه قد استعملت في كلامه تعالى في إنشاء مفهوم التمني و نحوه كاستعمالها فيه في كلامنا.
[3] يعني: كما أنّها تستعمل في معانيها الإيقاعية الإنشائية في كلامنا.
[4] أي: ثبوت معانيها حقيقة، فإنّ إظهارها مستحيل في حقه تعالى شأنه.
[6] كقوله تعالى: «لعلكم تفلحون» أو «تتقون» عقيب الأمر بالإيمان مثلا، فإنّ المقام يناسب محبوبية ما يقع عقيب - لعلّ - كما لا يخفى.
[7] الإبطالي كقوله تعالى: «أ فأصفاكم ربكم بالنبيين»، و التوبيخي كقوله تعالى: «أ تعبدون ما تنحتون» فإنّ المقام يناسب كون إنشاء مفهوم الاستفهام بداعي الإنكار.
[9] من التهكم كقوله تعالى: «أ صلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا» و التعجب كقوله تعالى: «أ لم تر إلى ربك كيف مدّ الظل»، أو الاستبطاء كقوله تعالى: «أ لم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللَّه» و غير ذلك.
[10] أي: و من استعمال صيغة الاستفهام في إنشاء مفهومه، لا في الاستفهام