صيغها [1] عنها [2]، و استعمالها في غيرها [3] إذا وقعت في كلامه تعالى، لاستحالة [4] مثل هذه المعاني في حقّه تبارك و تعالى ممّا لازمه العجز أو الجهل [5] و أنّه [6] لا وجه له [7]، فإنّ [8] المستحيل إنّما هو الحقيقي تعالى عن معانيها من التمني و غيره ممّا لازمه العجز كما في التمني و الترجي أو الجهل كما في الاستفهام، و ذلك لأنّ المستحيل في حقه تعالى هو الترجي و الاستفهام الحقيقيان، لا إنشاؤهما بدواع أُخر غير داعي ثبوتهما، و ما ذكروه من الانسلاخ مبنيّ على استعمال الصيغ في نفس الصفات المزبورة من التمني و أخواته. و أمّا بناء على استعمالها في الإنشاء كما ذكرنا فلا وجه للانسلاخ أصلا.
[8] هذا ردّ التعليل الّذي ذكره بقوله: «لاستحالة مثل هذه المعاني... إلخ» و حاصله: فقدان علّة الانسلاخ و هي الاستحالة، و ذلك لأنّ المستحيل في حقه تعالى هو الاستفهام و التمني و الترجي الحقيقية، حيث إنّها مستلزمة للجهل و العجز المستحيلين في حقه تعالى شأنه دون إنشائها، و المفروض انّ صيغها كما تقدم لا تستعمل في نفس تلك الصفات حتى تلزم الاستحالة المزبورة، بل تستعمل في إنشائها، و هو لا يستلزم محذورا، لأنّ إنشاءها ليس إلاّ إيجاد النسب الخاصة.