بل كلياً، و لذا التجأ بعض الفحول [1] إلى جعله جزئياً إضافياً، و هو كما ترى [2] و ان كانت هي الموجبة لكونه جزئياً ذهنياً، حيث إنّه لا يكاد يكون المعنى حرفياً إلاّ إذا لوحظ حالة لمعنى آخر و من خصوصياته القائمة به، و يكون حاله إلى الكوفة»، فإنّ الابتداء الّذي استعمل فيه لفظة - من - كلي ذو مصاديق كثيرة، و من المعلوم أنّها قد استعملت في الابتداء الكلي بلا عناية، فلو كان الموضوع له الابتداء الجزئي لما كان استعمالها في الابتداء الكلي بلا عناية، هذا و ملخص ما أفاده بقوله: «لأن الخصوصية المتوهمة... إلخ» هو أنّه ان أُريد بها لوازم الوجود الخارجي، ففيه: أنّه غير مطرد، لكثرة استعمال الحروف في المعنى الكلي بدون علاقة مجازية، مثل لفظة - من - في مثل قوله: «سر من البصرة إلى الكوفة» لكون المعنى المستعمل فيه لفظة - من - هو الابتداء الكلي. و إن أُريد بالخصوصية المتوهمة: اللحاظ الذهني الّذي هو - كلوازم الوجود الخارجي - موجب لجزئية المعنى الملحوظ ذهناً، و لصيرورة المعنى الحرفي القائم بالغير، كقيام العرض بموضوعه جزئياً ذهنياً، ففيه: أنّ المعنى الحرفي و ان كان يصير باللحاظ جزئياً ذهنياً، إلاّ أنّ هذا اللحاظ يمتنع أن يكون دخيلا في المستعمل فيه، لما يرد عليه من الإشكالات الثلاثة الآتية في كلام المصنف (قده).
>[1] و هو المحقق التقي صاحب الحاشية على ما قيل أو صاحب الفصول على ما قيل أيضا.
[2] لأنّ مناط الكلية و هو قابلية الانطباق على الكثيرين موجود في الجزئي الإضافي، فيرجع الأمر إلى ما أفاده المصنف من كون الحروف موضوعة بالوضع العام و الموضوع له العام.