الإنشائية فهي على ما حققناه في بعض فوائدنا [1] موجدة لمعانيها في نفس الأمر أي [2] قصد ثبوت معانيها و تحققها [3] بها، و هذا [4] نحو من الوجود، و ربما يكون هذا [5] منشئاً لانتزاع اعتبار [6] مترتب عليه شرعاً أو عرفاً آثار كما هو إدراك المتكلم لذلك كتصور طرفي القضية فلا تدل عليهما الجملة أصلا، نعم تدل عليهما بالدلالة العقلية، لتوقف الاخبار عليهما كتوقفه على وجود مخبر.
>[1] و هي الفوائد المطبوعة مع حاشيته على الفرائد كما تقدم أيضا.
[2] تفسير لقوله: «موجدة»، و - قصد - فعل ماضٍ مبني للمفعول. و حاصله: إيجاد معانيها وجوداً بسيطاً على نهج الهليات البسيطة، لا إيجاد شيءٍ لشيءٍ كما هو قضية الهليات المركبة. و توضيح كلام المصنف (قده): أنّ الجمل الإنشائية وُضعت لإيجاد مفاهيمها في وعاء الاعتبار في قبال وعاءي الخارج و الذهن، فإنّ الوجود الإنشائيّ من أنحاء وجود المفاهيم، و قد يكون هذا السنخ من الوجود منشئاً لآثار و موضوعاً لأحكام كما في العقود و الإيقاعات، كإنشاء التمليك في البيع و الصلح و الهبة و غيرها، و إنشاء الزوجية و الحرية و الطلاق و نحو ذلك مما يترتب عليه الأحكام التكليفية و الوضعيّة كما لا يخفى.