فان قلت [1]: فما ذا يكون مدلولا عليه عند الأصحاب و المعتزلة؟ قلت: أما الجمل الخبرية فهي دالة [2] على ثبوت النسبة بين طرفيها [3] أو نفيها [4] في نفس الأمر من ذهن [5] أو خارج [6] كالإنسان نوع [7] أو كاتب [8]، و أمّا الصيغ
[1] تقريبه: أنّه بعد إنكار الصفة القائمة بالنفس المسماة بالكلام النفسيّ الزائدة على الصفات المشهورة، و إنكار كون تلك الصفات مدلولات للكلام الخبري و الإنشائيّ أيضا، فما ذا يكون مدلولاً عليه عند الأصحاب و المعتزلة بالجمل الخبرية و الإنشائية.
[2] حاصله: أنّ الجمل الخبرية لا تدل إلاّ على ثبوت النسبة أو عدمها في نفس الأمر، و لا تدل على العلم بالثبوت و عدمه.
[5] كما إذا كان المحمول من المعقولات الثانية التي موطنها الذهن.
[6] كما إذا كان المحمول من الموجودات الخارجية كالكتابة و القيام و القعود و نحوها من الخارجيات.
[7] هذا مثال لما إذا كان الثبوت في الذهن، إذ النوعية كالجنسية و الفصلية من المعقولات الثانية.
[8] يعني: ك - الإنسان كاتب - و هذا مثال لما إذا كان الثبوت في الخارج، فإنّ ظرف الكتابة هو الخارج. و بالجملة: فالجملة الخبرية لا تدل إلاّ على ثبوت النسبة في موطنه، و أمّا نفي ما ادعاه الأشاعرة من ثبوت صفة زائدة على الصفات المشهورة من دون نظرهم إلى تعيين مداليل الجمل الخبرية و الإنشائية.