كذلك [1] فيهما، و الّذي يكون فيهما [2] إنّما هو الطلب الإنشائيّ الإيقاعي [3] الّذي هو مدلول الصيغة أو المادة [4] و لم يكن بيّنا و لا مبيّنا في الاستدلال مغايرته [5] مع الإرادة الإنشائية. و بالجملة: الّذي يتكفله الدليل ليس إلاّ الانفكاك بين الإرادة الحقيقية و الطلب المنشأ بالصيغة الكاشف [6] عن مغايرتهما [7] و هو [8] ممّا لا محيص عن العبارة التي نقلناها عنه آنفا: «و اعترض عليه: بأنّ الموجود في هاتين الصورتين صيغة الأمر لا حقيقته، إذ لا طلب فيهما أصلا كما لا إرادة قطعا» انتهى.
[5] اسم - يكن - يعني: أنّ مغايرة الطلب الإنشائيّ للإرادة الإنشائية لم تكن من لوازم الدليل المزبور لا باللزوم البيِّن بالمعنى الأخص و لا بالمعنى الأعم، إذ غاية ما يستفاد منه هو انفكاك الطلب الإنشائيّ عن الإرادة الحقيقية، و هذا مما لا نزاع فيه، لأنّ مورد البحث هو مغايرة الطلب الحقيقي للإرادة الحقيقية، و الدليل المزبور لا يقتضيها كما هو واضح.