إنّ الكلام لفي الفؤاد و إنّما جعل اللسان على الفؤاد دليلا و قد انقدح مما حققناه [1]: ما في استدلال الأشاعرة على المغايرة بالأمر [2] مع عدم الإرادة [3] كما في صورتي الاختبار و الاعتذار [4] من [5] الخلل، فإنّه [6] كما لا إرادة حقيقة في الصورتين لا طلب
[1] يعني: من ثبوت الطلب و الإرادة الحقيقيّين و الإنشائيين.
[2] متعلق ب - استدلال - و حاصل استدلال الأشاعرة بذلك هو: أنّه في الأوامر الامتحانية يكون الأمر موجودا بدون الإرادة، فهذا الانفكاك دليل على مغايرة الطلب و الإرادة، لوجوده دونها في الأوامر الاختبارية.
[3] أي: مع عدم الإرادة الحقيقية، فالطلب موجود بدون الإرادة.
[4] أي: إظهار عذره في مؤاخذة عبده لدفع اللوم عن نفسه، فيأمر عبده بشيء و لا يريد منه الفعل، بل يريد بأمره رفع لوم الناس في ضرب عبده باعتذار أنّ العبد قد عصاه، فإنّ الطلب في صورتي الاختبار و الاعتذار موجود بدون الإرادة.
[5] بيان ل - ما - الموصولة في قوله: «ما في استدلال الأشاعرة».
[6] الضمير للشأن، و هذا بيان للخلل. و حاصله: فقدان الطلب الحقيقي و الإرادة الحقيقية معا في صورتي الاختبار و الاعتذار، لا أنّ الطلب موجود بدون الإرادة، قال القوشجي بعد أو يشك فيه، و أنّ المعنى النفسيّ الّذي هو الأمر غير الإرادة، لأنّه قد يأمر الرّجل بما لا يريده، كالمختبر لعبده هل يطيعه أم لا، و كالمعتذر من ضرب عبده بعصيانه، فإنّه قد يأمره و هو يريد أن لا يفعل المأمور به، ليظهر عذره عند من يلومه» انتهى.