التي ينصرف إليها إطلاقها [1] أيضا [2]، ضرورة [3] أنّ المغايرة بينهما أظهر من الشمس و أبين من الأمس، فإذا عرفت المراد من حديث العينية و الاتحاد [4] ففي مراجعة الوجدان عند طلب شيء و الأمر به حقيقة كفاية، فلا يحتاج إلى مزيد بيان و إقامة برهان، فإنّ [5] الإنسان لا يجد غير الإرادة القائمة بالنفس صفة أخرى قائمة بها يكون [6] هو الطلب [7] غيرها [8] سوى ما هو مقدمة
[3] تعليل لعدم اتحاد الطلب الإنشائي مع الإرادة الحقيقية، و قد عرفت وجه المغايرة و امتناع اتحادهما، حيث إنّ الطلب الإنشائيّ هو الطلب الاعتباري المتحقق بقول أو فعل، و الإرادة الحقيقية هي الصفة القائمة بالنفس الناشئة عن أسباب خاصة، فأين أحدهما من الآخر؟ و كيف يتحدان مع ما بينهما من المغايرة؟
[4] و أنّ المراد بالعينية هو اتحادهما مع وحدة الرتبة، لا مع اختلافها.
[5] بيان للوجدان الّذي جعله برهانا على العينية و الاتحاد. و حاصله: أنّ الإنسان إذا راجع وجدانه عند طلب شيء لا يجد غير الإرادة القائمة بالنفس صفة أخرى قائمة بها تسمى بالطلب سوى مقدمات الإرادة، فلا بد من الالتزام باتحاد الطلب و الإرادة، و مجرد انصراف الطلب حين إطلاقه إلى الإنشائيّ و انصراف الإرادة عند إطلاقها إلى الحقيقية لا يوجب تغايرهما مفهوما و إنشاء و خارجا و إن دعا ذلك بعض الإمامية و الأشاعرة إلى القول بتغايرهما.
[6] الأولى تأنيث - يكون - و كذا الضمير المنفصل بعده.