بين المبدأ و ما يجري عليه المشتق في اعتبار قيام المبدأ به في صدقه على نحو الحقيقة، و قد استدلّ من قال بعدم الاعتبار بصدق الضارب و المؤلم مع قيام الضرب و الألم بالمضروب و المؤلم - بالفتح -، و التحقيق: أنّه لا ينبغي أن يرتاب من كان من أولي الألباب في أنّه يعتبر في صدق المشتق على الذات و جريه عليها [1] من التلبس بالمبدإ بنحو خاص على اختلاف أنحائه [2] الناشئة [3] من اختلاف المواد [4] تارة، و اختلاف الأمثلة الأربعة المتقدمة في الوجه الأوّل و هي الضارب و المؤلم و الخالق و المتكلم، و التزم في الصفات الذاتيّة بالنقل أو التجوز و صرّح بعدم اعتبار القيام في اللابن و أمثاله. الرابع: ما اختار ه المصنف من اعتبار القيام بمعنى التلبس الّذي يختلف باختلاف هيئات المشتق من اسمي الفاعل و المفعول و غيرهما كاختلافه باختلاف المواد كما سيأتي بيانه عند شرح كلام المصنف (قده).
[4] فتارة يكون المبدأ لازما للذات، و حينئذ يكون القيام حلوليا كالمرض و الجوع و الشجاعة. (و أخرى) يكون صادرا عنها كالإعطاء و الضرب و الإيلام، فيكون القيام صدوريا. (و ثالثة) يكون منتزعا عنها بأن تكون الذات منشأ لانتزاع المبدأ عنها مفهوما مع كونه عينها وجودا كالعلم و القدرة و الحياة بالنسبة إليه سبحانه و تعالى.