و قد أفاد في وجه ذلك [1] أنّ مفهوم الشيء لا يعتبر في مفهوم الناطق [2] مثلا، و إلاّ [3] لكان العرض العام داخلا في الفصل [4]، و لو اعتبر فيه [5] ما صدق عليه الشيء انقلبت مادة الإمكان الخاصّ ضرورة، فإنّ [6] الشيء الّذي له الضحك هو الإنسان، و ثبوت الشيء لنفسه ضروري، هذا ملخص ما أفاده الشريف على ما لخصه بعض الأعاظم [7]. و قد أورد عليه في الفصول «بأنّه يمكن أن يختار الشق و هو ضروري، توضيحه: أنّ قولنا: «الإنسان كاتب» قضية ممكنة بالإمكان الخاصّ، و المصداق الّذي له الكتابة هو عين الإنسان، فبالتحليل يرجع إلى قولنا: «الإنسان إنسان له الكتابة» و من المعلوم: أنّ حمل الشيء على نفسه ضروري، فانقلب الإمكان إلى الضرورة، فلا بد من الالتزام ببساطة المشتق لئلا يلزم شيء من هذين المحذورين، هذا محصل إشكال الشريف على تركُّب المشتق.
[3] يع ني: و إن كان مفهوم الشيء معتبراً في مفهوم الناطق لَكان العرض العام داخلاً في الفصل كما مر تقريبه، و هذا هو المحذور الأوّل من محذوري تركُّب المشتق.
[4] يعني: فيلزم تقوُّم الذاتي بالعرض، و هو محال، لأنّ الفصل مقوم للنوع، و العرض خارج عنه غير مقوِّم له، فيلزم كون الفصل مقوِّماً للنوع و غير مقوِّم له.
[5] أي: في مفهوم المشتق كالناطق مصداق الشيء، و هذا هو المحذور الثاني المتقدم تقريبه.
[6] هذا تقريب الانقلاب الّذي لازمه انتفاء القضايا الممكنة، و بطلانه ضروري.