حقيقة إذا كان متلبساً بالضرب في الأمس في المثال الأوّل [1] و متلبساً به في الغد في الثاني [2]، فجرى المشتق حيث كان بلحاظ حال التلبس [3] و ان مضى زمانه في أحدهما [4] و لم يأت [5] بعدُ في آخر [6] كان حقيقة [7] بلا خلاف، و لا ينافيه [8] الاتفاق على أنّ مثل - زيد ضارب غداً - مجاز الجري، فهو محل الخلاف، و أنّ استعماله هل هو على نحو الحقيقة أم المجاز؟. و المتحصل مما ذكرنا: أنّ العبرة في كون استعمال المشتق حقيقة أو مجازاً إنّما هي بحال التلبس دون غيره، فإن كان الجري بلحاظه بأن اتحد زمانهما كان حقيقة، سواء كانا ماضيين أم مستقبلين أم حالين - أي متحدين مع زمان التكلم - و إلاّ فإن كان الجري فعلاً و التلبس مستقبلا كان مجازاً بلا خلاف، و إن كان الجري فعلا و التلبس ماضياً كان محلا للخلاف، و أنّ استعمال المشتق حينئذٍ حقيقة أو مجاز. و الحاصل: أنّ المراد بالحال في عنوان المسألة هو حال التلبس لا زمان النطق و لا زمان الجري.