الخارجية، لكونها [1] على هذا [2] كليات عقلية [3]، و الكلي العقلي لا موطن ل ه إلاّ الذهن، فالسير و البصرة و الكوفة في - سرت من البصرة إلى الكوفة - لا يكاد يصدق على السير و البصرة و الكوفة، لتقيّدها [4] بما اعتبر فيه القصد، فتصير عقلية [5]، فيستحيل انطباقها [6] على الأُمور الخارجية، و بما حققناه [7] [*] بالمعنى المتقدم لا بمعناه المصطلح، و من المعلوم: امتناع انطباق المقيد بقيد ذهني على الخارجيات، فالأمر بالسير في المثال يصير ممتنع الامتثال، فالمراد بقوله: «معاني المتعلقات» هي معاني الأسماء و الأفعال.
[2] أي: على تقدير دخل اللحاظ الآلي في المعاني الحرفية، لما عرفت من صيرورتها قيوداً للمعاني الاسمية، فاللحاظ الآلي يصير أيضا قيداً للمعاني الاسمية، لكون قيد القيد قيداً.
[3] قد عرفت أنّ المراد بالكلي العقلي هنا غير معناه المصطلح.
[4] أي: لتقيّد السير و البصرة و الكوفة بالمعنى الحرفي الّذي اعتبر فيه القصد الآلي، فالمراد ب - ما - الموصولة في قوله: «بما اعتبر» المعنى الحرفي.
[5] يعني: فيصير السير و أخواه كلّيات عقلية، لما عرفت من كون قيد القيد قيداً، فإنّ اللحاظ الآلي قيد لمعنى الحرف الّذي هو قيد للمعنى الاسمي.
[7] من أنّ المعنى بنفسه في كل من الاسم و الحرف كلي طبيعي قابل للصدق على كثيرين، و بلحاظ تقيده باللحاظ الآلي أو الاستقلالي جزئي، لكون الشيء ما لم يتشخص لم يوجد، و لمّا كان هذان اللحاظان من شئون الاستعمال فلا تنثلم بهما كلية المعنى، و لذا قلنا: إنّ الموضوع له في كل من الاسم و الحرف كالوضع عام.
[*] ثم إنّه قد انقدح بما ذكرنا: أنّ المعنى بما هو هو معنى اسمي و ملحوظ استقلالي أو بما هو معنى حرفي و ملحوظ آلي كلي عقلي في غير الأعلام الشخصية، و فيها جزئي كذلك و بما هو هو أي بلا أحد اللحاظين كلي طبيعي أو جزئي خارجي (نسخة بدل).