الموضوع له و لا المستعمل فيه، بل في الاستعمال [1] فَلِم لا يكون فيها كذلك [2] كيف [3]؟ و إلاّ لَزِم أن يكون معاني المتعلقات غير منطبقة على الجزئيات دخله في الموضوع له و لا المستعمل فيه، و ليكن قصد الآلية في المعنى الحرفي أيضا كذلك، فلا يفرق بين هذين القصدين في عدم إيجابهما جزئية المعنى بعد كون كليهما من أطوار الاستعمال، فالالتزام بدخل قصد الآلية في المعنى الحرفي الموجب لجزئيته و عدم دخل قصد الاستقلالية في المعنى الاسمي الموجب لكليته بلا ملزم. و على هذا، فالموضوع له في الأسماء و الحروف عام كالوضع، و الفرق بينهما عرضيّ ناشٍ عن أخذ قصد الاستقلالية في الأوّل و الآلية في الثاني، لا حقيقي بأن يؤخذ القصد في نفس الموضوع له، لكون المعنى فيهما واحداً حقيقة، و التفاوت بينهما إنّما هو في كيفية الوضع - كما تقدم - في بيان المعاني الحرفية.
>[1] يعني: بل القصد معتبر في الاستعمال، لا في الموضوع له و لا في المستعمل فيه.
[2] يعني: فَلِم لا يكون قصد الآلية في الحروف كقصد الاستقلالية في الأسماء؟.
[3] يعني: كيف لا يكون قصد الآلية في الحروف كقصد الاستقلالية في الأسماء في عدم الدخل في الموضوع له؟ و الحال أنّه لو لم يكن كذلك بأن كان قصد الآلية دخيلا في الموضوع له لكان موجباً لجزئية المعنى، فيلزم منه محذور، و هو امتناع انطباق المعاني الحرفية على الخارجيات، ضرورة أنّه بناءً على دخل اللحاظ الآلي فيها - الّذي هو قيد عقلي لا موطن له إلاّ العقل - تكون المعاني المقيدة بها ككليات عقلية، فلا تنطبق على ما في الخارج، فيمتنع السير المأمور به، لتقيّده بالابتداء الحرفي المقيد باللحاظ الآلي الّذي يمتنع وجوده في الخارج، فإنّ قيد القيد قيد، فيصير السير الّذي هو معنى اسمي - لأجل تقيده بالمعنى الحرفي - كليّا عقلياً