لم يوجد و إن كان بالوجود الذهني، فافهم و تأمل فيما وقع في المقام من الأعلام من الخلط و الاشتباه [1]، و توهم [2] كون الموضوع له أو المستعمل فيه في الحروف خاصاً بخلاف ما عداه [3] فإنّه عام، و ليت شعري إن كان قصد الآلية فيها [4] موجباً لكون المعنى جزئياً فَلِمَ لا يكون قصد الاستقلالية فيه [5] موجباً له [6]، و هل يكون ذلك [7] إلاّ لكون هذا القصد ليس مما يعتبر في حكايته عن الكثيرين في الخارج، و جزئيته باعتبار كونه ملحوظاً للنفس و قائماً بها، و الوجود الذهني ليس إلاّ لحاظ النّفس. و المتحصل: أنّ الوضع و الموضوع له في الحروف و الأسماء غير الأعلام كليات طبيعية، و الوضع و الموضوع له في الأعلام جزئيات طبيعية، و اللحاظ من الآلي و الاستقلالي خارج عن المعنى قيداً و تقيداً، لِما مرّ في شرح المعاني الحرفية من امتناع دخل اللحاظ فيه.
>[1] حيث جعلوا اللحاظ دخيلا في المعنى الحرفي، فذهبوا إلى جزئيّته غافلين عن كون هذا اللحاظ ناشئاً من الاستعمال، و امتناع دخله في نفس المعنى، لما مرّ في المعنى الحرفي.