فيهما [1] لم يلحظ فيه [2] الاستقلال بالمفهومية و لا عدم الاستقلال بها، و إنّما الفرق هو أنّه [3] وُضِع ليستعمل و أُريد منه معناه حالة و لغيره بما هو في الغير، و وضع غيره [4] ليستعمل و أُريد منه معناه بما هو هو، و عليه [5] يكون كل من الاستقلال بالمفهومية [6] و عدم الاستقلال بها [7] إنّما اعتبر في جانب الاستعمال لا في المستعمل فيه [8] ليكون بينهما تفاوت بحسب المعنى، فلفظ الابتداء لو
[2] أي: في المعنى فالموضوع له في الاسم و الحرف واحد، لأنّه ذات المعنى و لحاظ الاستقلال بالمفهومية كما في الأسماء كلحاظ عدم الاستقلال كما في الحروف خارجان عن المعنى، لما تقدم هناك من امتناع أخذ اللحاظ في الموضوع له.
[3] أي: الحرف، غرضه: أنّ المعنى في الاسم و الحرف واحد و أنّ لحاظ الآلية ليس دخيلا في المعنى الحرفي، كما أنّ لحاظ الاستقلالية ليس دخيلا في المعنى الاسمي، و الفرق بينهما إنّما هو في كيفية الاستعمال، و أنّ الحرف يمتاز عن الاسم في كيفية الاستعمال لا في المستعمل فيه، فإن أُريد المعنى بما هو حالة لغيره يكون حرفاً و إن أريد بما هو هو و في نفسه فهو اسم.
[8] يعني: حتى يكون التفاوت بين المعنى الاسمي و الحرفي بحسب المعنى، كما هو قضية جملة من الأقوال المتقدمة في المعاني الحرفية، و لازم اتحاد المعنى في الاسم و الحرف و كون الاختلاف في كيفية الوضع فقط هو: أنّ لفظ الابتداء