الزمان الماضي في فعله و زمان الحال أو الاستقبال في المضارع لا يكون ماضياً أو مستقبلا حقيقة لا محالة، بل ربما يكون في الماضي [1] مستقبلا حقيقة و في المضارع ماضياً كذلك [2]، و إنّما يكون ماضياً أو مستقبلا في فعلهما [3] بالإضافة كما يظهر من مثل - يجيء زيد بعد عام و قد ضرب قبله بأيام - [4]، و قوله: - جاء زيد في شهر كذا و هو يضرب في ذلك الوقت أو فيما بعده [5] مما مضى [6] - فتأمل جيداً [7]. ثم لا بأس بصرف عنان الكلام إلى بيان ما به يمتاز الحرف عما عداه [8]
[7] لعله إشارة إلى: أنّه يمكن أن يكون مراد النحاة بالزمان الماضي أعم من الماضي الحقيقي و الإضافي، فلا يكون هذا الوجه الّذي تعرض له بقوله: «و ربما يؤيد ذلك... إلخ» مؤيّداً لعدم دلالة الفعل وضعاً على الزمان. فالمتحصل مما ذكره المصنف (قده): أنّ الزمان ليس جزءاً لمدلول الفعل مطلقاً، غاية الأمر أنّ هيئة الفعل الماضي تدل على خصوصية تستلزم الوقوع في الزمان الماضي، و هيئة المضارع تدل على خصوصية تستلزم الوقوع في الزمان الحال أو المستقبل، لا أنّ الفعل يدل على الزمان تضمناً.