responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منتهى الدراية نویسنده : السيد محمد جعفر الجزائري المروج    جلد : 1  صفحه : 24



بأنّه تعيين اللفظ للدلالة على المعنى بلا اعتماد على معنى كما عن الفصول، أو تعيين اللفظ للدلالة على المعنى بنفسه كما عن غيره، و منهم من فسره بجعل اللفظ علامة لإرادة المعنى، و منهم من فسره بجعل الهوهوية و الاتحاد بين اللفظ و المعنى.
فحقيقة الوضع على هذا هي الاتحاد الاعتباري بينهما الناشئ عن الجعل أو كثرة الاستعمال. ثم اختلفوا أيضا في أنّ الواضع هل هو اللَّه تعالى شأنه كما عن جماعة و منهم أبو الحسن الأشعري أم هو البشر كيعرب بن قحطان كما عن غيرهم؟ و الغرض الإشارة إلى هذه الجهات دون التعرض لها تفصيلا، فإنّه ينافي وضع التعليقة و ان كان الحق أنّ الواضع هو المخلوق لقوة أودعها فيه خالق الموجودات جلّ و علا يضعون بها ألفاظاً لإبراز ما في ضمائرهم من المعاني، كما يخترعون بتلك القوة صناعات عجيبة ثم يضعون لها ألفاظاً كالراديو و التلفن و التلغراف و غير ذلك. و كيف كان فلنعطف عنان البحث إلى ما أفاده المصنف (قده) و محصله: أنّه (لمّا لم تكن) التعريفات المذكورة في كتب القوم للوضع خالية عن المسامحة إمّا لأخذ فائدة الوضع و هي الدلالة على المعنى في مفهومه، و إمّا لجعل الوضع بمعناه المصدري غير الشامل للوضع التعيني (عدل) عنها إلى تعريفه بما في المتن، و هو يرجع إلى معنى اسم المصدر القابل للانقسام إلى التعييني و التعيني، لأنّ الوضع ان لوحظ باعتبار صدوره فهو مصدر، و ان لوحظ باعتبار نفسه فهو اسم مصدر، و الفرق بينهما اعتباري.
و كيف كان فالوضع كما يكون له وجود تكويني كجعل حجر على حجر كذلك يكون له وجود تشريعي يوجد بإنشاء من بيده الاعتبار نظير سائر الأُمور الاعتبارية المتحققة بالإنشاء كالملكية و الزوجية و غيرهما. ثم إنّ الوضع بالمعنى المذكور في المتن يكون من صفات اللفظ، لصحة توصيف اللفظ به بأن يقال: اللفظ الموضوع، كما أنّه بمعنى تعهد الواضع أو تخصيص اللفظ بالمعنى من صفات الواضع.
منته

نام کتاب : منتهى الدراية نویسنده : السيد محمد جعفر الجزائري المروج    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست