و المجردات [1]. نعم [2] لا يبعد أن يكون لكل من الماضي و المضارع بحسب المعنى
[1] عن المادة سواء كان من صفات الذات مثل - علم اللَّه تعالى - أم من صفات الفعل مع كون مفعوله مجرداً أيضا مثل - خلق اللَّه الأرواح - أو غير مجرد مثل - خلق اللَّه الأجسام -، فإنّ الزمان ان كان مأخوذاً في مدلول الفعل، فلا بد من تجريده عنه في هذه الأمثلة و كون استعماله فيها مجازاً، و انحصار استعماله في المعنى الحقيقي بما إذا أُسند إلى الزماني - كضرب زيد -، و هو خلاف الوجدان، لما عرفت من عدم الفرق بين موارد إسناده و كونه حقيقة في الكل، و هذا دليل على عدم أخذ الزمان في مدلول الفعل. و بالجملة: فلا دليل على كون الزمان مأخوذاً في الفعل بحيث يدل عليه تضمناً كما هو ظاهر كلمات النحاة بل و غيرهم.
[2] بعد أن نفي المصنف (قده) جزئية الزمان لمدلول الفعل و أنكر دلالته عليه تضمناً استدرك على ذلك و اعترف بدلالته عليه التزاميا بتقريب: أنّ لمعنى الفعل الماضي و المضارع خصوصية تستلزم الزمان، و يمتاز بها كل منهما عن الآخر، و هي في الماضي تحقق النسبة و خروج الحدث من القوة إلى الفعل و من العدم إلى الوجود، و فراغ الفاعل عن شغله، و من المعلوم أنّ هذه الخصوصية تلازم الوقوع في الزمان الماضي، و في المضارع الحالي التلبس بالمبدإ و الاشتغال به فعلاً، و هذه الخصوصية تلازم زمان الحال، و في المضارع الاستقبالي مثل - سوف ينصر - التهيؤ و التصدّي لإيجاد مقدّمات حصول المبدأ، و هذه الخصوصية تلازم زمان الاستقبال. و بالجملة: فلا يدل الفعل الماضي و المضارع على الزمان تضمناً، و لكنهما يدلان عليه التزاماً، لمكان هذه الخصوصيات التي صارت منشئاً لتوهم جزئية الزمان لمدلول الفعل.