فكما لا يضر في التسمية فيها [1] تبادل الحالات المختلفة من الصغر و الكبر و نقص بعض الأجزاء و زيادته كذلك فيها [2]. و فيه: أنّ الأعلام إنّما تكون موضوعة للأشخاص [3]، و التشخص إنّما يكون بالوجود الخاصّ، و يكون الشخص حقيقة
[2] يعني: كذلك لا يضرّ تبادل الحالات بالتسمية في العبادات.
[3] حاصله: أنّ قياس وضع ألفاظ العبادات بوضع الأعلام الشخصية قياس مع الفارق، و ذلك لأنّ الموضوع له في العلم الشخصي - كزيد - مثلا هو الحصة الخاصة من الطبيعة المتشخصة بوجودها الخاصّ، فما دام هذا الوجود الخاصّ باقياً يصدق عليه - زيد - و إن تغيرت العوارض الطارئة عليه من حيث الكم كالصغر و الكبر، أو الكيف كالبياض و نحوهما، أو الأين مثل كونه في مكان كذا، أو الوضع إلى غير ذلك، لأنّ هذه العوارض إنّما تطرأ على وجود واحد، و هي أمارات التشخص و ليست نفسه، فكما لا يضرّ طروُّ هذه العوارض و اختلافها بتشخصه، لخروجها عن المسمى و الموضوع له، كذلك لا يضرّ بالتسمية. و هذا بخلاف ألفاظ العبادات، فإنّها موضوعة لنفس المركبات المؤلّفة من الأشياء المختلفة كمّاً و كيفاً بحسب اختلاف حالات المكلف، فإنّك لا تجد ما يكون جامعاً بين جميع الأفراد الصحيحة المختلفة زيادة و نقصاً، فضلا عن أن يكون جامعاً بين الأفراد الصحيحة و الفاسدة. ففرق واضح بين الأعلام الشخصية و بين ألفاظ العبادات، فإنّ الأعلام وُضعت للوجود الخاصّ المحفوظ بين العوارض، و لذا لا يختلف المسمى بتبدل الحالات. و ألفاظ العبادات وضعت للمركبات، و لا جامع بينها، إذ لا أثر للفاسد حتى يستكشف منه الجامع بين الأفراد الصحيحة و الفاسدة.