responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الأصول نویسنده : السيد محمد الطباطبائي الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 570


بل وربّما نقل الإجماع بحدّ التواتر مثل الإجماع على اشتراط الإذن الخاص في وجوب صلاة الجمعة وربّما انضم إلى الإجماع المنقول المذكور قرائن أخر مفيدة لليقين بل وربّما انضم إلى الإجماع المنقول بخبر الواحد أمثال ما ذكر إلى حد يحصل اليقين وربّما يحصل اليقين من خبر الواحد المحفوف بالقرائن سيّما إذا استفاض وبلغ حدّ الكثرة في الاستفاضة وأما أصالة البراءة في الموضع الَّذي لا يكون دليل على التكليف ولا ظن به أصلا فهي من اليقينيات كما حققنا في رسالتنا المكتوبة في أصالة البراءة للأخبار المتواترة والقرآن والإجماع المنقول من كثير من الفقهاء واتفاق فتاويهم في ذلك بل وحصول القطع من ملاحظة طريق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام بالنسبة إلى المكلفين في تكاليفهم إلى غير ذلك وبالجملة ما ادعاه من الانسداد مخالف للوجدان انتهى وبالجملة الإنصاف أن المعلوم من الأحكام الشرعية لا ينحصر في الضروري بل قد يتحقق في غيره نعم هو في غاية القلة ونهاية النّدرة فمعظم الأحكام الشرعية لم يتمكن من العلم به قطعا مفتاح ذكروا أنه يتوقف الاجتهاد المطلق والقدرة على استنباط جميع المسائل الفقهية على الوجه المعتبر شرعا على أمور منها أن يكون عالما بالنحو فلو لم يكن عالما به لم يكن مجتهدا مطلقا وقد صرّح بهذا الشرط في العدة والسرائر والتحرير والقواعد ونهاية الأصول وتهذيب الأصول والمبادي وشرحه والمنية والذكرى والدروس والتنقيح والروضة والمعالم والزبدة وشرحها لجدي الصالح والوافية والفوائد الحائرية ورسالة الاجتهاد والأخبار ولهم وجوه الأول ظهور الاتفاق عليه الثاني أصالة عدم جواز العمل بالظن حيث لا يكون عالما بالنحو وأصالة عدم جواز تقليد من لم يعلم النحو الثالث العمومات المانعة عن العمل بغير العلم خرج منها ظن العالم بالنحو بالدليل ولا دليل على خروج ظن غيره فيبقى مندرجا تحتها الرابع ما تمسك به في العدة والسرائر والحائرية والتهذيب والمنية والذكرى والتنقيح والروضة والوافية من أن معظم الأدلة الشرعية إنما يستفاد من الكتاب والسنة وهما عربيان يتوقف معرفتهما على معرفة اللغة العربية وعلى معرفة النحو وزاد في المنية فقال لاختلاف معاني اللفظ الواحد عند اختلاف حركاته كما تقول ما أحسن زيدا وما أحسن زيد وما أحسن زيد فإن الأول تعجب ومعناه شيء أحسن زيدا والثاني خبر ومعناه ما صار زيد ذا حسن والثالث استفهام ومعناه أي خلق من أخلاق زيد أو أي عضو من أعضائه أحسن ودلالة هذه الحركات على هذه المعاني إنما تستفاد من علم النحو انتهى ويؤيد ما ذكر ما ذكره في السرائر فقال روي أن رقمة بن مصعلة قال لأبي حنيفة أفقيه ما تقول في رجل ضرب ظبية بمرقاق فقتلها فقال أبو حنيفة ما أدري ما تقول فقال أفتفتي ويحك في دين الفقيه يحتاج إلى اللَّغة حاجة شديدة إلا إلى الرواية وقال الأصمعي سمعت حماد بن سلمة يقول من لحن في حديثي بحديثي وقال أبو داود السحر سمعت الأصمعي يقول إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار لأنه لم يكن بهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال نحن قوم فصحاء فإذا رويتم الأخبار فأعربوا وصرّح في النهاية والتهذيب بوجوب معرفته متمسّكا بتوقف الواجب المطلق عليه وأن ما لا يتم الواجب المطلق إلا به فهو الواجب ومنها أن يكون عالما بالصّرف فلو لم يكن عالما به لم يكن مجتهدا مطلقا وقد صرح بهذا الشرط في النهاية والتهذيب والتحرير والقواعد والمبادي وشرحه والمنية والذكرى والدروس والتنقيح والروضة والمعالم والزبدة وشرحها لجدي الصالح وكشف اللثام ورسالة الاجتهاد والأخبار ولهم الوجوه المتقدمة وفي الوافية احتياج المجتهد إلى علم الصّرف ظاهر لأن تغيير المعاني بتصريف المصدر إلى الماضي والأمر والنهي ونحوها إنما يعلم في الصرف ومنها أن يكون عالما باللغة العربية وقد صرح بهذا الشرط في الذريعة والعدة والمبسوط والقواعد والتحرير والتهذيب والنهاية والمبادي وشرحه والذكرى والدروس والمنية والتنقيح والروضة وكشف اللثام والفوائد الحائرية ورسالة الاجتهاد والأخبار ولهم الوجوه المتقدمة وقد احتج بالوجه الأخير منها هنا في العدّة والتهذيب والنهاية والذكرى والمنية والفوائد الحائرية ورسالة الاجتهاد والأخبار وقد أطال الكلام في ذلك بذكر الشواهد عليه وأعظمها التجاء علماء الإسلام من الخاصة والعامة قديما وحديثا إلى كتب اللغة كالتجائهم إلى كتب النّحو والصرف ومع ذلك فإن العيان يشهد بذلك ألا ترى أن من لم يعرف اللغة من العربية وغيرها لم يتمكن من فهم المعنى المقصود في الكتاب والسّنة وعدم الاقتصار إلى معرفة العلوم الثلاثة المذكورة في كثير من الألفاظ المبذولة لا ينفي الاحتياج إليها مطلقا وذلك في غاية الوضوح ثم إن الظاهر من اللَّغة في أكثر الكتب المتقدمة هو متن اللغة الذي تضمنه كتاب القاموس ونحوه بقرينة جعلها مقابلة للنحو والصرف ويظهر حينئذ من اقتصارها في مقام ذكر الشرائط على العلوم الثلاثة عدم كون علم المعاني والبيان وعلم القراءة من جملة الشرائط و سيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى واعلم أنه ليس الشرط معرفة جميع المسائل من العلوم الثلاثة ولا حفظها عن ظهر القلب بل اللازم معرفة ما يتوقف عليه استنباط الأحكام من الكتاب والسنة ولو بالرجوع إلى الكتب المعتمدة كما صرح به في التهذيب والمنية والروضة وصرّح في التحرير والتنقيح بالأوّل ولم يصرحا بجواز الرجوع إلى الكتب المعتمدة كما صرّح به في التهذيب والمنية والرّوضة وصرح في التحرير والتنقيح بالأوّل ولم يصرّحا بجواز الرجوع إلى الكتب المعتمدة لكنه من المقطوع به أنهما قائلان به وعدّ في المنية

570

نام کتاب : مفاتيح الأصول نویسنده : السيد محمد الطباطبائي الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 570
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست