ما ورد عليه التزاما . وفيه ان المخبر بان اللَّه تعالى قال افعلوا كذا ليس مخبر بان اللَّه يثيب عليه إذ الأمر لا يدل على ترتب الثواب على الفعل المأمور به بإحدى الدلالات نعم العقل يحكم باستحقاق الثواب عليه الا ان يقال إن الاخبار بالطلب يستلزم عرفا الاخبار بالثواب . والأحسن في الجواب ان كثيرا من الأخبار المتقدمة خال عن اعتبار بلوغ الثواب على العمل مثل رواية ابن طاوس [1] والنبوي [2] وقد عرفت ان المراد بالثواب في أولى رواية هشام وابن مروان [3] كالمراد بالفضيلة في النبوي هو نفس العمل بعلاقة السببية كما في قوله تعالى وسارعوا إلى مغفرة من ربكم [4] . ومنها ان هذه الأخبار معارضة بما دل على لزوم طرح خبر الفاسق وجعل احتمال صدقه كالعدم . وأجيب عنه بأنه لا تعارض نظرا إلى أن هذه الأخبار لا تدل على جواز الركون إلى خبر الفاسق ، وتصديقه وانما تدل على استحباب ما روى الفاسق استحبابه . وفيه ان هذا وان لم يكن تصديقا له الا ان معنى طرح خبر الفاسق جعل احتمال صدقه كالعدم ، وظاهر هذه الأخبار الاعتناء باحتمال صدقه ، وعدم جعله كالعدم ولهذا لو وقع نظير هذا في خبر الفاسق الدال على الوجوب لكانت أدلة طرح خبر الفاسق معارضة له قطعا بل قد عرفت مما ذكر ان هذا في الحقيقة