وثانيهما ان يراد به تعريف الذات باعتبار كونها محكوما عليها بحكم كما تقول جاءني ضارب زيد مريدا به المتلبس بالضرب قبل المتحد لهذا الجائي من حيث الذات فتجعله بذلك الاعتبار معرفا لهذه الذات المحكوم عليها بالمجيء أو تقول اضرب قاتل عمرو قاصدا ضرب الذات الموجودة الآن المنقضى عنها الضرب لكن أطلقت الحكم على هذا العنوان في الظاهر مريدا المتلبس به حال تلبسه به لنكتة التعريف أي تعريف الذات المحكوم عليها ان بالضرب أو لنكتة الإشعار بمدخلية هذا العنوان لوجوب الضرب أيضا إذا كان سبب أمرك بضربه كونه قاتلا لعمرو وكما وجهنا الآية المتقدمة به كما عرفت ( ) ومثل ذلك يجري في المنادي أيضا سيما في موارد التندب كقوله يا معطي الفقراء مريدا به حقيقة هذا الشخص المنقضي عنه الإعطاء حال النداء وانما ناديته بهذا العنوان تبينها على أنه هو الَّذي كان يعطي الفقراء والآن صار فقيرا مثلا مع إرادة الذات المتلبس بالإعطاء في ذلك الزمان من هذا الوصف وجعله بهذا الاعتبار معرفا لمن تدعوه لاتحاده مع تلك الذات المتلبس بما ذكر في ذلك الزمان اما على التنزيل والادعاء واما على تصرف في المادة كما في موارد استعمالها في ملكات مباديها كالكاتب والفقيه والشاعر وأمثالها مما يراد بها التلبس بملكة المبدأ لا بنفسه أو فيمن أخذ مباديها حرفة وصنعة كالبناء والنساج والكاتب وأمثالها إذا أطلقت على هذا الوجه وكذا في استعمال البقال والتمار وأمثالهما من المشتقات المأخوذة من أسماء الذوات في مزاولة بيع البقل والتمر إلى غير ذلك مما يعرف وجوه التصرف فيها حسب موارد استعمالاتها فان أسماء الآلة إذا أطلقت ولم يرد بها المتلبس بالآلية حال النسبة كالمقراض لغير المتلبس بآلية القرض حال النسبة فلا بد ان يكون التصرف فيها بنحو آخر