16 - حدّثني - رضوان الله عليه - بعد رجوع المرحوم آية الله العظمى السيّد الحكيم من لندن ( إذ كان ذهب إلى لندن في أواخر حياته للعلاج ) : أنّه رأى ذات يوم آية الله الحكيم قبل مرضه في حرم الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فألهم أستاذنا رضوان الله عليه بأنّ هذه آخر رؤية له للسيّد الحكيم وسوف لن يتوفّق لرؤيته مرة أخرى إلى أن يتوفّى السيد الحكيم . وبعد ذلك بأيام قلائل تمرض السيّد ( رحمه الله ) واستمر به المرض إلى أن ذهبوا به إلى لندن للعلاج ولم يشف من مرضه . وحينما رجع السيّد من لندن ، وكان ينزل في مطار بغداد من درج الطائرة حاول أستاذنا ( رحمه الله ) أن يلقي نظرة على السيد الحكيم كي يراه ليثبت بذلك أنّ ما الهم به كان وهما لا قيمة له ، فيأمل أن يشفى السيّد من مرضه ويعيش صحيحا سالما إلَّا أنه لم يوفّق الأستاذ لرؤية السيد إلى أن توفي بنفس المرض - قدس الله روحه الزكيّة . 17 - زار زيد حيدر عضو القيادة القومية لحزب البعث السيد الشهيد - رحمه الله - ذات يوم بصحبة عبد الرزّاق الحبوبي [1] وتكلَّم الأستاذ الشهيد ( رحمه الله ) معه في جملة من المؤاخذات على الدولة بالقدر الذي كانت الظروف تسمح بالكلام معه فيها ، وكان يعتبر هذا في تلك الظروف موقفا جريئا من الأستاذ ( قدّس سرّه ) . وقد حضر المجلس ثلَّة من طلَّاب السيّد الشهيد وأصحابه ، وكنت أنا أحد الحضّار . ولكن بما أنّ طول الزمان أنساني أكثر مضامين ما دار في تلك الجلسة أكتب هنا ما كتبه أبو محمد ( الشيخ عبد الحليم ) حفظه الله ، ولم يكن وقتئذ حاضرا في المجلس ولكنّ الأستاذ الشهيد ( رحمه الله ) قصّ له القصّة . قال الشيخ عبد الحليم : » تحدث السيد الشهيد أمامي عن طبيعة الحديث الذي دار بينه وبين ( زيد حيدر ) وبحضور الحبوبي قال رحمه الله : دخلت الغرفة وكان فيها ( زيد حيدر ) وبعد دقائق دخل الحبوبي الغرفة فسلم عليّ وابتسم وكأنّه كان مستحيا لأنّه كان يصلَّي في الغرفة الثانية ويتظاهر بالخجل من تأخيرها إلى ذلك الوقت عصرا . وبدأت
[1] كان عبد الرزاق الحبوبي وقتئذ محافظ كربلاء أو قائم قام النجف .