الحديث مع زيد بحضور الحبوبي وشرحت دور الحوزة العلميّة والعلماء في تحريك الأمّة وفي تربية الأمة ، فعلماء الدين الشيعة يختلفون عن علماء المسيحيّة مثلا ، حيث إنّ الأمّة مرتبطة بالعالم الشيعي ، وبدأت بسرد الأحداث التاريخيّة التي تدلّ على دور العلماء فثورة العشرين اختلط فيها دم العالم مع دم العامل والفلَّاح مع دم الأمّة والشعب حيث قاد العلماء الثورة . والسيّد شرف الدين ( رحمه الله ) قاوم الاستعمار الفرنسي في لبنان ، وبعد ذلك تعرّض إلى حرق مكتبته وكتبه المخطوطة وغيرها ، وكانت عصارة جهده وعصارة حياته وأعزّ شيء عنده ( وكذلك على ما أتذكر انه ذكر قصة التنباك ) ثم عرجت على دور الحوزة العلميّة في الوقت الحاضر ، وذكرت له إنّ كثيرا من أبناء الشعب يراجعونني حول جواز أو حرمة التأخر عن الدوام الرسميّ ، فإذا أفتيت لهم بالجواز أو الحرمة فإنّه يؤثّر على الدولة ، وكذلك يسألني الكثير من المقلَّدين حول مسألة جواز سرقة أموال الدولة ، فإذا أفتيت بالجواز فسوف يؤثّر على الدولة و . . . ثم بيّنت أنّ الدولة حاليّا لا تتعاون مع العلماء حتّى في المسائل الشرعيّة فإنّ مذبحا كبيرا في بغداد غير موجّه على القبلة ، وما ذا يضرّ الدولة إذا كان المذبح على القبلة ، بينما إذا كان الذبح غير شرعي فسوف لن تشترى كثير من اللحوم . يقول الشهيد وفي هذا المقطع من الحديث التفت الحبوبي قائلا إنّي أتعجّب أن يكون الذبح هنا غير شرعي علما بأنّي عندما أسافر إلى الخارج أحاول الحصول على لحم مذبوح على الطريقة الإسلاميّة فكيف يكون ذبح العراق غير شرعي ؟ وبعد ذلك تحدّثت عن محاولة الدولة شقّ طريق يقتضي بموجبه أو اقتضى تهديم مقام الحسين بن روح أحد نواب الإمام المهدي ( ع ) وللشيعة ارتباط تاريخي في هذا المكان والآن بعض أجزاء مقامه محلات ودكاكين . هذا مضمون ما أتذكر والله العالم « انتهى ما كتبه الشيخ عبد الحليم حفظه الله مع تغيير يسير في العبارة . ومن جملة ما قاله الأستاذ الشهيد في حديثه مع زيد حيدر : إنّ الدولة لو أرادت أن تعرف آراء الشعب ونظرياته يجب أن يراجع العلماء فإنهم هم معدن أسرار الأمة ومحط ثقتهم وهم لسان الأمة .