وحصر إمامة الجماعة في إطار موضوعيّ صحيح وتحت مقياس دقيق تلحظ فيه مصالح الإسلام والمسلمين زائدا على الشرائط الأوّليّة الفقهيّة لإمامة الجماعة ، فلهذا منع حفيد العمّ عن هذا العمل رغم علمه بتواجد الشرائط والمصالح فيه ما دام العمل قابلا في نظر الناس للتفسير غير الصحيح . 13 - حدّثني الأستاذ ( رحمه الله ) أنّه كان في فترة من الزمن في أيّام طلبه للعلم يتشرّف يوميّا ساعة من الزمن إلى الحرم الشريف بغرض أن يفكَّر في تلك الساعة في المطالب العلميّة ويستلهم من بركات الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . ثمّ قطع هذه العادة ولم يكن أحد مطَّلعا عليها وإذا بامرأة في بيت الأستاذ ولعلها والدته الكريمة ( الشك مني وليس من الأستاذ ) رأت في عالم الرؤيا أمير المؤمنين عليه السلام يقول لها ما مضمونه : قولي لباقر لما ذا ترك درسه الذي كان يتتلمذ به لدينا ؟ . 14 - رأى أحد طلَّابه ذات يوم في عالم الرؤيا أنّه يمشي هو وزميل آخر له من طلاب السيّد الشهيد بخدمة الأستاذ في طريقهم إلى مقصد ما ، وإذا بحيوانات مفترسة هجموا على السيد الشهيد كي يقطعوه ففر الزميلان من بين يديه وجاء ناس آخرون التفّوا حول الأستاذ كي يحموه من تلك السباع فحدّث هذا الطالب بعد ذلك أستاذنا الشهيد برؤياه فقال له الأستاذ : إنّ تعبير رؤياك أنكما ستنفصلان وتبتعدان عني ، ويأتي ناس آخرون يلتفّون حولي ويكونون رفاقي في الطريق . وكان هذا الكلام غريبا على مسامع ذاك الطالب لأنّه وزميله كانا آنذاك من أشدّ الملتصقين بوضع الأستاذ ولكن ما مضت الأيّام والليالي إلَّا وابتعدا عن الأستاذ ( أحدهما بالسفر والآخر بترك الدرس رغم وجوده في النجف ) . 15 - سألت الأستاذ - رحمه الله - ذات يوم عن أنّه هل قلَّد في حياته عالما من العلماء أولا ؟ فأجاب - رضوان الله عليه - بأنّي قلَّدت قبل بلوغي سنّ التكليف المرحوم الشيخ محمد رضا آل ياسين ، أمّا من حين البلوغ فلم أقلَّد أحدا . ولا أذكر أنّه قال : كنت من حين البلوغ أعمل برأيي أو قال : كنت بين العمل بالاحتياط والعمل بالرأي .