< فهرس الموضوعات > مع المنكرين على مستوى الحلّ < / فهرس الموضوعات > مع المنكرين على مستوى الحلّ وأمّا البحث الحلَّي في المقام : فالواقع أنّه توجد في كلمات الأصحاب - رضوان اللَّه عليهم - في بحث الموضوع تشويشات ، ونحن نقول : تارة يفترض البحث حول أصل إدراك البشر للحسن والقبح الذاتيّين وعدمه ، وأخرى يفترض البحث حول أنّ باب الحسن والقبح - بعد فرض ثبوت إدراكهما - هل هو مرتبط بباب المصلحة والمفسدة ؟ . فسبب الحسن والقبح المدركين إنّما هو المصالح والمفاسد . أو أنّ هذا باب مستقلّ ؟ . وثالثة يفترض البحث حول حقّانيّة هذا الإدراك بعد فرض ثبوته . فهذه أبحاث ثلاثة : < فهرس الموضوعات > 1 - إدراك الحسن والقبح < / فهرس الموضوعات > 1 - إدراك الحسن والقبح البحث الأوّل : في إدراك الحسن والقبح العقليّين وعدمه . قد أنكر الأشعريّ والأخباريّ إدراك الحسن والقبح العقليّين ، ولم يؤمنا إلَّا بالحسن والقبح الشرعيّين . بينما اعترف المعتزليّ وكذلك الأصوليّ من العدليّة بإدراكهما . ويجب أن نلفت النظر هنا إلى الفارق الجوهري بين الحسن والقبح الشرعيّين والحسن والقبح الذاتيّين اللَّذين يدركهما العقل حسب رأي الأصوليّ والمعتزليّ ، فليست نسبة الحسن والقبح العقليّين إلى الحسن والقبح الشرعيّين كنسبة الموت الناشئ بفعل غير المولى إلى الموت الناشئ بفعل المولى ، حيث إنّهما لا يختلفان في جوهرهما ، وإنّما الفرق في أنّ الموت تارة يكون بسبب قتل المولى لعبده ، وأخرى بسبب قتل شخص آخر إيّاه مثلا ، وحقيقة الموت لا تختلف في كلتا الحالتين . وإنّما