responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 41


أعلى لاستحقها بجدارة . وكنّا عند تغيّبه نستفهم من الإرادة عن السبب ، فيكون الجواب الذي اعتدناه : إنّه يحضر دروسا خاصة تشغله عن حضور المدرسة كنّا نختاره وخاصة مدرس الدروس الدينيّة في درس الصلاة إماما يؤمّ زملاءه في الصلاة فكان واللَّه جديرا بها يؤدّيها بخشوع العابد الزاهد المتوجّه إلى ربه العلي الكريم . وكان يختار من بين طلَّاب كل المدرسة لإلقاء القصائد والكلمات في الصحن الكاظمي الشريف منذ كان في الصفّ الثاني الابتدائي ، وذلك في موكب العزاء الذي اعتادت المدرسة أن تنظَّمه كلّ عام .
وليس عجيبا على مثل هذا الطفل أن يستظهر قصيدة تضمّ ثلاثين بيتا أو أكثر ، أو كلمة عن ظهر قلب خلال ربع ساعة بعدها يتلوها علينا بكل فصاحة متجنّبا اللَّحن حتى إذا قرئت له ملحونة .
كان شعلة ذكاء وقدوة أدب ومثال خلق قويم ونفس مستقيمة . ما فاه واللَّه بحياته في المدرسة بكلمة إلَّا وبعثت في نفس سامعها النشوة والحبور ، وما التقت عيناه لفرط خجله مرة عيني أحد مدرّسيه ، فهو لا يحدّث إلَّا ورأسه منحن وعيناه مسبلتان . أحببته طفلا صغيرا بريئا وأجللت فيه شيخا كبيرا لما ألمّ به من علم ومعرفة حتى إنّني قلت له ذات يوم : إنّني أتوقّع أن يأتي يوم ننهل فيه من علمك ومعرفتك ونهتدي بأفكارك وآرائك ، فكان جوابه بكل أدب واحترام وقد علت وجهه حمرة الخجل : عفوا أستاذ فأنا لا أزال وسأبقى تلميذكم وتلميذ كلّ من أدّبني وعلَّمني في هذه المدرسة وسأبقى تلميذكم المدين إليكم بتعليمي وتثقيفي .
ثم ختم الرجل حديثه بقوله : أتريدني بعد كلّ هذا أن لا أحزن عليه حزن الثاكل . ولكنّ الذي يبعث لنا السلوى ويمكَّننا من الصبر ويسري عن نفوسنا أنّه ترك لنا أسفارا يحدّثنا فيها . فهو اليوم في كلّ بيت من بيوتنا مقيم بين صفحات كتبه ومؤلَّفاته نحدّثه ويحدّثنا عن آرائه وأفكاره العلميّة الخالدة وصوره المطبوعة في قلوبنا . فرحمه اللَّه ويا ليتنا كنا أو سنكون بركبه سائرين . وأنهى الحديث بآهة ودمعة انحدرت من عينيه . « الآن حال لنا أن نمضي مع حياة هذا الطالب كي نرى ما ذا جرى بعد

41

نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست