عنوان العلم والظنّ ومفهومهما لا واقعهما ومصداقهما ، ولحاظه للمفهومين لا محالة يكون مستقلَّا دائما في قبال ما يقصد بآليّة المرآة وفنائها . نعم قد يلحظ العنوانين فانيين في أفرادهما - لا في أفراد المظنون والمقطوع - وأخرى يلحظهما غير فانيين فيها ، وهذا مطلب آخر غير مربوط بما نحن فيه . نعم يمكن توجيه كلامه ( قدّس سرّه ) بأن يفترض أنّه ( رحمه اللَّه ) لا يقصد الآليّة والاستقلاليّة بالنسبة للتصور ، وإنّما المقصود هو الآليّة والاستقلاليّة في القصد ، بمعنى الصراحة والكناية . فتارة يكون مقصوده الجدّي هو نفس العلم والظنّ كما هو مفاد المدلول الاستعمالي وهذا هو الصراحة ، وأخرى يكون مقصوده الجدّي المعلوم والمظنون فيكون الكلام كناية عن قيام المظنون منزلة المعلوم ، فلو فرض الجمع بين التنزيلين لزم الجمع بين الصراحة والكناية . والشاهد من كلام المحقّق الخراساني ( قدّس سرّه ) على إرادة هذا المعنى رغم أنّه عبّر مرارا بتعبير اللَّحاظ الآلي والاستقلالي ما جاء مرة واحدة منه في بحث الاستصحاب من التعبير بالكناية [ 1 ] .