responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 157


قلبوا الدّنيا علينا لأجلك نحن ما ذا صنعنا بك ؟ إنّهم نشروا صورك في كلّ مكان ، ورفعوا لا فتات ضدّنا ، وأصدروا مناشير ضدّنا ، نحن ما ذا فعلنا حتّى يواجهونا بهذا الشّكل ؟ وكنت أنا في مكان ما أسمع ما يجري بينهما ، وبعد أن انتهى اللَّقاء قال لي السّيد الشهيد : أسمعت ؟ فقلت : نعم ، فرفع رأسه إلى السّماء - وهو يقبض لحيته الكريمة بيده والدّموع تجري من عينيه - ونادى العراقيّين بقوله : » بأبي أنتم لقد نصرتم الإسلام . ، ونصرتم القرآن « وظلّ يردّد : » بأبي أنتم « .
هذا الموقف من العراقيّين المقيمين في خارج العراق أثّر في نفس السّيد الشّهيد تأثيرا كبيرا ، لأنّه أثبت للسّلطة : أنّ المرجعيّة قوّة ممتدّة إلى كلّ مكان وأنّ الأمّة واعية ومدركة ، بخلاف ما كانت تظنّه السّلطة .
وهكذا كان أمل السّيد من العراقيين جميعا ، وكان أحد أهمّ الدّوافع الَّتي جعلت السيد - ره - يصرّ على اختيار الاستشهاد - رغم الإمكانات التي كانت متاحة لإنقاذه من مخالب السّلطة - إنّه كان يعتقد بأنّ العراقيّين سيثأرون لدمه ، ولن يقبلوا بأقلّ من إسقاط الحكم التّكريتي العميل وإقامة حكومة إسلاميّة وقد كنت أسمع السّيد الشّهيد - ره - يكرّر قوله : » إن لم يرق دمي أستبعد أن يسقط هذا الحكم « . وكان أمله في كلّ واحد منّا أن نكون بمستوى آمال السّيد وبمستوى كلمته » بأبي أنتم « هل لبينا هذه الدّعوة ؟ وهل حقّقنا للسّيد ما كان يرجوه من دمه ؟ وهل نحن حقا بمستوى أن يخاطبنا المرجع المظلوم بقوله » بابي أنتم « ؟ موقف آخر : وصلتنا في يوم من أيام الحجز رسالة من بعض النّجفيين غير المعروفين بالتديّن ، كان فيها عشرة أو خمسة عشر دينارا ، والرّسالة مكتوبة بلغة شعبية وبسيطة ، فيها ألوان التهجم على السّلطة ، وفيها الولاء والمحبّة للسّيد الشهيد ، ثم تقول الرسالة ما معناه : » سيّدنا نحن لا نصلَّي ولا نصوم لكنّا نراك مظلوما ، وهؤلاء البعثيون ظلموك وقد جمعنا هذا المال البسيط نرجو منك قبوله لأنّك محجوز وتحتاج إلى المال ، ونحن إنشاء اللَّه نأتي غدا في السّاعة

157

نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست