تحقيقه قد تحقّق والحمد للَّه . أمّا مطالبتي بتأييدي للمواقف فهي تناقض ما كنتم تطلبونه منّي قبل هذا من عدم التّدخّل في الأمور السّياسيّة . وأما حزب الدّعوة ، فلا أحرّم الانتماء إليه ، وأمّا تحليل الانتماء إلى حزب البعث ، فلا أجيز الانتماء إليه ، وأمّا المقابلة فأنا غير مستعدّ لها « . ثم التفت - ره - إلى ضابط مخابرات القصر الجمهوري التّكريتيّ وقال له : » يا أبا علي أخبر صدّاما أنّه في أيّ وقت يريد إعدامي فليفعل « . واللَّه - أيّها الأخوة - إنّ ضابط مخابرات في القصر الجمهوري عاش وتربّى في أحضان صدام وهو لأوّل مرّة يرى السّيد الشّهيد ، وقع تحت تأثير السّيد ، فقبّل يده الطَّاهرة والدّموع تجري من عينيه ، وأخذ يضرب بيده على فخذه ويقول : » حيف ، واللَّه حيف « . هذا الضّابط لم تكن له علاقة بالسيد ، لا بل إنّ السّيد يعتبر عدوّه اللَّدود ، كيف تأثّر بالسّيد ؟ تأثّر به لأنّه رأى فيه الصّدق والتّفاني من أجل المبدإ . إنّني - واللَّه - طيلة فترة الاحتجاز كنت أرى السّيد الشّهيد - ره - يتفانى من أجل الإسلام ، ومن أجل المسلمين ، ومن أجل العراقيّين المؤمنين المجاهدين ، ولم أره يفكَّر بنفسه ومصيره ، وما سوف يعاني قبل الإعدام من تعذيب وحشيّ في غرف وأقبية الأمن العام . تفاني السّيد الشّهيد تفان عظيم ، وإخلاصه إخلاص عظيم ، والشيء الذي أودّ أن أقوله : هو أنّه مهما فعلنا ومهما قمنا وأدّينا من أعمال جهادية ضدّ السّلطة الظَّالمة ، كوفاء للسّيد الشّهيد ، لا يفي ذلك بجزء يسير من حقّه علينا ، لأنّ السّيد الشّهيد تعذّب واستشهد من أجلنا ، وإلَّا فإنّه كان بإمكانه أن يجنّب نفسه كلّ المشاقّ والصّعاب والآلام الَّتي تحمّلها ، ويعيش كأيّ مرجع آخر ، ويجنّب نفسه الاستشهاد وهو في هذا العمر . قصّة استشهاده ( رحمه اللَّه ) : اما استشهاده - ره - فكان مروّعا ومؤثرا ، فقد جاء مدير أمن النجف ظهرا وبدون علم مسبق وقال للسيد - ره - : إنّ المسؤولين يودّون اللَّقاء بك في