وفعلا عاد السيد الشهيد وعادا معه أيضا . حين اعتقل السيد الشهيد قام أحد المؤمنين ( . . . ) بالاتصال هاتفيا بأحد المسؤولين في الجمهورية الإسلامية وأطلعه على قضية اعتقال السيد الشهيد والأوضاع المتأزمة والخطيرة التي تحيط به وما يتهدّد شهيدنا الغالي من أخطار ، وقد أعلنت إذاعة الجمهورية الإسلامية ( القسم الفارسي ) خبر اعتقال السيد الشهيد ، وشهيدنا العظيم لا زال في الطريق متجها إلى بغداد . كيف بدأ الاحتجاز ؟ كما ذكرنا سابقا : لم يكن الإفراج عن السيد الشهيد قد حصل باختيار السلطة وإرادتها ، أو أنّ الحسابات قد صفيت معه . بل الضرورة والظروف المعقّدة أجبرتهم على امتصاص جزء من غضب الجماهير المسلمة الثائرة حتى حين وذلك بالإفراج عن سيدنا الشهيد الصدر . ولنترك السلطة والإجراءات التي تعتزم اتخاذها ضدّ شهيدنا العظيم ، لنتعرّف على انطباعات السيد الشهيد عن هذا الموضوع وما لمسه منهم في مديريّة الأمن العامة : قال لي ( رحمه اللَّه ) كنت واثقا بأن السلطة تعتزم إعدامي ، وكانت مجريات التحقيق تدل على ذلك ، وخاصة التأكيد على نوع وحجم الصلة والعلاقة بالسيد الخميني دام ظلَّه ، وتفسيرهم لها تفسيرا سياسيا أو ( تآمرا ) للإطاحة بالسلطة البعثية العميلة ، ومن الطبيعي - في قوانين البعث - أن ينال الإعدام كل من يتهم بهذه التهمة . قال المجرم البراك مخاطبا السيد الشهيد : لو كان أحد غيرك - ومهما كان - لنفذنا فيه عقوبة الإعدام ، ولكن لاعتبارات خاصة تتريث القيادة في اتخاذ قرار الإعدام هذا الكلام أو نظيره سمعه السيد الشهيد منهم مرّات عديدة خلال فترة اعتقاله في شهر رجب ، ولم يكن يخفى على شهيدنا العظيم مغزاه ، إذن فالإعدام هو القرار الذي كانت تفكر به السلطة لحسم الثورة وقائدها العظيم .