مجيئكم إلى هنا لم يكن اعتقالا ، وإنّما وقع اشتباه من قبل الرفيق ( أبو سعد ) حيث فسّر طلبنا بالاجتماع بكم ( بالاعتقال ) ، بينما نحن لم نقصد ذلك ، وأنت الآن حرّ في البقاء أو الذهاب . ثم قال : ولأجل أن نبرهن لكم عن حسن نوايانا فإنكم ستذهبون إلى النجف بسيارتي الخاصة . نعم إن التظاهرات الَّتي نظَّمها أبناء الصدر الشهيد كانت السبب في الإفراج عن السيد الشهيد ، ولولاها لنفذت جريمة الإعدام في ذلك التاريخ . لقد أفادتنا مصادر قريبة من بعض رجال السلطة أن برقيّة أرسلت من النجف إلى المقبور أحمد حسن البكر ، أكدت له خطورة الوضع في النجف والعواقب التي ستترتب على استمرار اعتقال السيد الصدر ، وأشارت إلى تظاهرة النجف وتعطيل الأسواق فيها ، إلى غير ذلك . وعلى أثر هذه البرقية تراجعت السلطة مرغمة وأفرجت عن السيد الشهيد . مساعد مدير الشعبة الخامسة في مديريّة الأمن ، قال لبعض من يخصّ السيد الشهيد : ليعلم السيد محمد باقر الصدر أنه إذا كانت الظروف لا تسمح فعلا بإعدامه ، فإننا نعرف كيف ننتقم من أنصاره وأتباعه ، ونجعله مقصوص الجناحين . إن السيد علي بدر الدين نقل للسيد الشهيد خلال فترة الحجز تفاصيل الوضع عن أحداث رجب داخل ما يسمى بالقيادة ، حيث كانت له صلات صداقة مع بعضهم ، وقال : إن ( القادة ) أرعبتهم هذه التظاهرات ، وأدهشتهم جرأة المتظاهرين والروح العالية التي جعلتهم يتجاهلون وحشية السلطة وإجراءاتها القاسية . حين أراد شهيدنا العظيم مغادرة مديريّة الأمن وجد أن السلطة قد احتجزت مرافقيه وهما الأخ الشيخ طالب الشطري والأخ السيد محمود الخطيب ، حيث كانا قد رافقا السيد الشهيد إلى بغداد ، فرفض ( رحمه اللَّه ) الذهاب إلَّا بعد الإفراج عنهما والسماح لهما بالعودة إلى النجف ، فقال مدير الشعبة الخامسة المجرم أبو أسماء : سيدنا بعد ساعات يطلق سراحهما والمسألة مجرّد إجراءات روتينيّة . ولكن السيد الشهيد رفض ذلك وأصرّ على الإفراج عنهما ،