ولم يكن السيد الشهيد ( رحمه اللَّه ) يخشى هذا المصير ، وهذه هي النقطة المهمة ، فالسيد الشهيد ( رحمه اللَّه ) كان يتمنى الاستشهاد في سبيل اللَّه ، بسبب قناعته بأن أهمّ عنصر لنجاح الثورة الإسلامية في العراق هو أن يراق دمه الزكي ، لتبقى الشعلة التي تنير الطريق ويأجج الحماس في نفوس العراقيين للإطاحة بسلطة البعث العفلقية ، وهو القائل : إن العراق بحاجة إلى دم كدمي « . وعلى هذا الأساس صمّم السيد الشهيد على أن يبدأ مرحلة جديدة من التعامل مع السلطة تناسب المرحلة الجديدة للثورة ، وهذا ما حدث ، وأحست به السلطة خلال اعتقاله واستجوابه في شهر رجب . فمثلا حين جاء مدير أمن النجف الأشرف مع أكثر من أربعمائة من أزلامه وأعوانه لاعتقال شهيدنا العظيم ، واجهه السيد الشهيد مواجهة عنيفة . وفي مديرية الأمن كان يرفض ويمتنع من الإجابة عن بعض الأسئلة رغم إصرار البراك مدير الأمن العام وتهديده له بالإعدام إذا لم يقنع ( القيادة السياسية ) بإجابة وافية وكاملة عنها . وكان شهيدنا المظلوم يقول : » كنت قد هيئة نفسي للاستشهاد ، فلا أبالي أوقع الموت عليّ أم وقعت على الموت « بعد الإفراج عن السيد الشهيد إثر التظاهرات الاحتجاجية التي خرجت في النجف والكاظمية والثورة والخالص وغيرها ، أخبرته بأن المؤمنين حين علموا باعتقالكم خرجوا في تظاهرات احتجاجا على اعتقالكم ، واستطاعت السلطة أن تعتقل عددا منهم وتزجّهم في السّجون . . . فتأثر السيد الشهيد كثيرا ، فأمر أحد الأشخاص القريبين منه أن يتصل هاتفيا بمدير الأمن العام ويبلغه : أن السيد الصدر يطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين دون استثناء ، وبعكسه فإنّ السيد الصدر سوف يغلق داره ، ويمتنع عن العودة إلى حياته الاعتيادية احتجاجا على ذلك بعد هذا الاتصال طلب البرّاك فترة قصيرة ليبلغ ( القيادة ) بالموضوع ، وبعد ذلك سيبلغ السيد الصدر بالجواب ، وقال : أنا أتوقع خيرا إن شاء اللَّه . وقبل أن نتعرّف على جواب ( القيادة ) يجب أن نشير إلى أنّ عددا من قوّات الإرهاب في النجف قد قتلوا أو جرحوا على أيدي المؤمنين المتظاهرين ،